■ ثمة بوادر عمل إيجابية قدمتها إدارة النصر هذا الموسم، منحت المتابع للشأن النصراوي انطباعا أوليا حول تغير سياسة العمل داخل منظومة النادي العاصمي، وكشفت عن رغبة مسيريه في إعادته للواجهة من جديد بعد موسمين أسودين فشل خلالهما في تحقيق أدنى معدلات النجاح، ولكن تلك البوادر لن تصنع منجزا ما لم تعزز بأخرى حتى يبلغ العمل تمامه..
■ فالضخ المالي الكبير الذي تم من خلاله تسوية جميع القضايا في غرفة فض المنازعات، وتسديد رواتب اللاعبين كاملة وتسليم بعض المتأخرات المالية، إضافة إلى الصفقات الأجنبية التي قد تكون الأفضل على الإطلاق في عهد الإدارة الحالية مع أنها لم تُختبر حتى الآن لعدم مشاركتها، كل ذلك يؤكد أن الإدارة دفعت فاتورة باهظة الثمن لتصويب أخطائها السابقة ووضع الفريق على المسار الصحيح..
■ وبما أن إدارة النادي تدرك أكثر من غيرها، حجم العمل الذي قامت به والمجهود الوافر الذي بذلته والمعاناة التي واجهتها والضغوط التي تعرضت لها من كل حدب وصوب، خصوصا في الساعات التي سبقت تسجيل اللاعبين الأجانب لدى لجنة الاحتراف، فليس من المنطق أن تنسف كل تلك الجهود بيدها وتقتل فرحة الجماهير في مهدها لتباطئها أو ترددها في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب..
■ أعتقد أن فترة التوقف الحالية التي تمتد نحو شهر، ما هي إلا بمثابة الفرصة التي تهيأت للإدارة على طبق من ذهب، للبحث عن مدرب جديد يليق باسم النصر ومكانته ويوازي طموحات عشاقه ويقوده نحو منصات الذهب، بعد أن أثبت المدرب الحالي البرازيلي جوميز أنه لا يملك أي إضافة فنية لتقديمها للفريق المرصع بالنجوم، في ظل ظروفه الصحية الصعبة التي لا تساعده على النجاح.. ■ وبعيدا عن الجانب اللياقي الذي مازال أقل من المعدل المطلوب، وظهر جليا في الشوط الثاني خلال المباراتين السابقتين أمام الفيصلي ثم الاتفاق، فإن المدرب لا يجيد قراءة المنافس قبل وأثناء المباراة، ولهذا لم يكن توظيفه للاعبين صحيحا، وتغييراته كانت خاطئة خصوصا في مباراة الاتفاق التي خرج خلالها الفريق خاسرا بالتعادل بعد أن كان متقدما بهدفين آخر 25 دقيقة..
■ إذا كانت إدارة النصر غير قادرة على إقالة جوميز لضخامة الشرط الجزائي كما يتردد في بعض وسائل الإعلام وبالتالي لا ترغب في تحميل النادي أعباء مالية، فإنه بالإمكان تعيينه مستشارا فنيا لكافة الفئات السنية ورفع يده عن الفريق الأول، وإسناد مهمة الإشراف الفني لمدرب آخر، أما إذا كانت ترى من وجهة نظرها ضرورة استمراره لسبب أو لآخر فلا بد من إيجاد مساعدين له ومدرب لياقة متكمن لمعاونته وإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان..
