أحسنت (اليوم) في وضع عنوانها الرئيسي على صفحتها الأولى يوم أمس، عندما أكدت على تسمية أكاديمية التغيير القطرية بأكاديمية التدمير. وهو الاسم الذي ينبغي بحق أن يطلق على المكان الذي اعتبره النظام القطري من ضمن أسلحته الناعمة لزعزعة أمن وسلامة مجتمعات دول الخليج والدول العربية كافة؛ خاصة مصر وليبيا. النظام القطري، المسلح بالشر والمليارات، وظف نفسه عند كل صاحب أجندة معادية للعرب، سواء أكانت هذه الأجندة على المستوى الإقليمي أو الدولي.
لقد اشتغل أركان هذا النظام دون هوادة لينفذوا مخططات سوداء تجاه كل الدول والشعوب العربية دون استثناء. وتقرير تلفزيون البحرين الأخير أثبت أن (أكاديمية التغيير) المزعومة هي حضن قطري شيطاني استهدف، أول ما استهدف، المملكة والبحرين والإمارات ومصر، باعتبار أن هذه الدول هي الأكثر استقراراً في ظل الفوضى العربية العارمة والأقدر على مواجهة التربص القطري المُؤيّد، حينها، من أنظمة سياسية دولية لم تكن تعي خطورة ما تفعل في المنطقة.
لقد بلغ شيطان النظام القطري مبلغاً من الحقد والغل والتآمر إلى درجة أنه وضع في مناهج أكاديمية التدمير منهجاً مستقلاً لإرسال بحرينيين لحرق مقالب القمامة وحرق الإطارات في الشوارع العامة في المنطقة الشرقية من المملكة لتعطيل مصالح المواطنين؛ على اعتبار أن ذلك سيؤدي إلى حدوث ضغط على القيادة السعودية يدفعها إلى إعادة النظر في علاقتها بالبحرين. ومع ما في ذلك من سذاجة سياسية وعدم فهم للعلاقة العضوية بين السعودية والبحرين، إلا أنه يدل، أيضاً، على أن كل شيء مباح لدى النظام القطري؛ حتى لو كان ذلك إزهاق أرواح مواطنين سعوديين أو بحرينيين أبرياء؛ يمكن أن تذهب ثمناً لطموحات ورعونة هذا النظام.
لذلك فإن ما وجدناه في بدايات مقاطعة قطر من تردد شعبي، في تأييد هذه المقاطعة، تحول الآن إلى تأييد كامل وحاسم لهذه المقاطعة؛ بعد أن تبين للناس ما يمثله النظام القطري من خطر كبير وداهم على بلدانهم واستقرار مجتمعاتهم، بل إن الناس باتوا يسألون كيف صبرت الأنظمة في دول الخليج وفي مصر كل هذا الصبر على هذا النظام أو هذا العدو البين.؟!