رغم أنه مضى ما يقارب القرن على بث أول إذاعة في العالم، وهي إذاعة KDKA الأمريكية، إلا أن أهمية هذه الوسيلة الإعلامية عابرة القارات، لا تزال كما هي، رغم ذلك ورغم ما شهده العالم من تطور في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وما وصلت إليه تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر» و«سناب شات» وغيرها من انتشار على حساب وسائل الإعلام التقليدية.
الإذاعة تلعب دورًا مهمًّا في التأثير على المتلقين، تتجاوز أحيانًا معظم الوسائل الأخرى، فهي صديقة دائمة لقائدي المركبات داخل المدن أو على الطرقات السريعة. ولهذا حرصت الكثير من الدول على تأسيس محطات إذاعية ذات مدى قصير أو ما يُعرف بـ(FM).. وهي عادة ما تكون إذاعات موجَّهة لمدينة أو منطقة جغرافية محدودة، وتخصص مثل هذه الإذاعات للتواصل مع شريحة تعيش ضمن حدود تلك المنطقة، تؤثر فيها وتتأثر بها.
في المملكة هناك إذاعة المملكة من الرياض، وهناك إذاعة المملكة من جدة، وكلتا الإذاعتين تقدّمان عملًا متميّزًا ومؤثرًا في محيطيهما، وتبقى المنطقة الشرقية بحاجة إلى إذاعة للمملكة تُبَث كاملًا من الدمام، بحيث تساهم في التواصل مع مجتمع المنطقة فيما يهمه مروريًّا وأمنيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا ورياضيًّا.. ولأن هناك لجنة برئاسة معالي وزير الثقافة والإعلام، لوضع دراسة متكاملة لتطوير قنوات التليفزيون والإذاعة الرسمية، فإني أراها مناسبة لطرح هذه الفكرة.
عندما تتابع الإذاعة ازدحام الطرقات في المحيط القريب، أو تطرح قضية تهمُّ أهل المنطقة، وعندما تساهم في نقل الأخبار الحكومية الرسمية قبل القنوات الخاصة، حينها سنضمن متابعة شريحة كبيرة من هذا المجتمع، ومن ثم إضافة وسيلة إعلامية مؤثرة تحمل رسالة وزارة الثقافة والإعلام، ناهيك عن دعم الشباب السعوديين في المنطقة وإبراز مواهبهم وقدراتهم.
استديوهات الإذاعة في الدمام مجهّزة وجاهزة لمثل هذا القرار الوطني.. ولكم تحياتي.