تعود مسابقة «اقرأ»، التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في نسختها الخامسة بتطور ملحوظ على المستويين التنظيمي والثقافي، ويظهر ذلك جليا في المرحلة الثالثة من المسابقة، حيث يجتمع 40 مشاركا ومشاركة في ملتقى إثرائي بعد أن تم قبولهم كمنافسين للقب قارئ العام، وقد خرجت مسابقة اقرأ من نطاقها المحصور على المشاركين السعوديين والمقيمين العرب إلى نطاق أوسع وصل إلى كل مَنْ يحب القراءة من المقيمين غير العرب، حيث شملت مشاركات من باكستان ونيجيريا، فكما ابتدأت المسابقة في نسختها الأولى بنطاق محدود على المنطقة الشرقية ولاقت نجاحا لافتا، استمرت المسابقة بتطوير برامجها كل سنة وقدمت هذه السنة فقرة خاصة بالتواصل الاجتماعي في منافسة حملت مسمى (#دقيقة_قراءة) تتيح مجالا للمشاركة لمَنْ لم يحالفهم الحظ للدخول كمتسابقين في المراحل النهائية.
بدأت فعاليات الملتقى الإثرائي بكلمة من إدارة الملتقى، إذ تم الترحيب بالمشاركين في المسابقة والرواد والطاقم الإداري، وعُرض فيلمان قصيران أحدهما للتعريف بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي وأنشطته، والآخر لتلخيص مسيرة المشاركين في المسابقة من كل المراحل. ثم ألقى المشرف الثقافي على مسابقة «اقرأ» طارق الخواجي كلمة افتتاحية للملتقى بعنوان «اقرأ...العبور إلى الحياة». أكد فيها أهمية القراءة، وتحدث عن معانيها وتنوعاتها، حيث قال: «نجد أنفسنا محاصرين بالقراء، الذين لا تجدي أحكامنا قيمة حقيقية بشأنهم، هي قارئة وهو قارئ وهذا يبدو للبعض كافيا على الأقل في ميل أو ميلين من العمر، ثم تصبح هذه الممارسة الموغلة في الفردانية والجماعية على حد سواء، أسلوب حياة». وأشار الخواجي: «الحياة تحدث خارج الكتب لا داخلها إلا أننا نقع في فخ الاعتقادات الخاطئة التي يتصورها القراء في مراحل مختلفة من حياتهم عن أن الحياة تدور في الأوراق، والفهارس، وأغلفة الكتب، ليقرروا بحماسة شديدة أن الكثير محروم من نعيمهم».
تنوعت المحاضرات والعروض الفنية في الملتقى، حيث ألقى د.عبدالله الخطيب محاضرة بعنوان «سؤال الحياة المشتركة» تحدث فيها عن التعددية الثقافية، والعيش المشترك، ونظريات المثاقفة، كما نحتاجها في عالمنا اليوم. وتم تقديم عرض مسرحي بعنوان «تشابك» من تأليف فهد ردة الحارثي، وإخراج أحمد الأحمري، وتُبعت المسرحية بجلسة نقاشية قصيرة تحدث فيها مدير الإنتاج نايف البقمي والممثل سامي الزهراني عن العمل، وتلقوا أسئلة المشاركين في اقرأ وتعليقاتهم. وفي اليوم التالي ألقت ماريا محمود محاضرة عن «أدب الأخوين غريم» تطرقت إلى علاقة الأدب بالقصص الشعبية والأساطير. وقدم د.سعيد السريحي محاضرة بعنوان «كلكم شعراء» وقبل البدء بمحاضرته قال مخاطبا القراء: «عندما تمت دعوتي إلى الملتقى حرصت على المشاركة، لا لتصغوا إلي، وإنما لأصغي لكم، أنتم الجيل القادم من المستقبل، أنتم وعد الغد، شعبا ووطنا» وبعد ذلك تمت مناقشة د.سعيد السريحي في النقاط التي طرحها في محاضرته.
كما تخللت الملتقى عروض سينمائية لأفلام أنتجها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ضمن مبادرة «أيام الفيلم السعودي» وهي «لا أستطيع تقبيل وجهي» وهو مستوحى من نصوص د. خالد اليحيا، وإخراج علي السميّن. أما الفيلم الثاني فهو «فضيلة أن تكون لا أحد» وهو كتابة وإخراج بدر الحمود.
المشاركات خلال اطلاعهن على أحد الكتب