أتوجه متضرعا لله تعالى ثم برجاء النظر والتفهم إلى مجموعة شباب سعوديين، كاملي المواطنة، لا تشوب مواطنتهم ما يلونها، يعيشون بيننا كالأشباح. موجودين وغير موجودين. ضائعين تائهين، وهم يملكون اعلى المواهب الرياضية والعلمية، قدموا من الفلبين بجوازات مؤقتة من السفارة السعودية لأن مواطنتهم مثبتة هناك منذ ولادتهم. وأبوهم سعودي عاش وحضر معهم من هناك، ووضعه كمواطن مثل أي مواطن منا.. إلا أولاده! ضاعوا وتاهوا لأن إجراءات إنهاء هوياتهم الوطنية ستدخل عامها السادس، وملفات معاملاتهم كما فهمت من أبيهم بالكاد تتحرك من طاولة واحدة، ونأمل من الله أن تتحرك من أجلهم ومن أجل مستقبلهم في وطننا الحبيب.
أول الأبناء وهو رياضي دولي، وقد ساهمتُ من خلال عمل صغير سميناه «العودة للجذور» بإحضارهم الي الوطن لكي نلم شمل الأسرة.
كلما رأيتهم، وكلما شكى وبكى أبوهم أمامي، لمتُ نفسي لومًا شديدًا، أحيانا أقول ليتني تركتهم، وأمهم تعاني من السرطان، ويروعهم أن يحصل لها ما يخافون وقوعه فيكون ندم وحسرة العمر.
الذي عرفته من الأب، ومن خلال تواصله معي أن ليس هناك ملاحظة تمنع انسياب الإجراء كما حصل مع غيرهم من قبل ولكن ربما المسألة مجرد وقت.
العيد قادم وموسم الحج المبارك نعيشه الآن، وأرجو أن ينجز أمرهم إن شاء الله،
وبالتأكيد ومن خلال ما نعرفه ونراه، لا أتوقع إلا نبلا وتفهما ووضع الأمور في مستحقاتها وموجباتها.
وأعود متضرعا الى ربنا سبحانه بالعون ومدد الرحمة لنا جميعا.... آمين