واصلت «اليوم» وفي أربع حلقات تحرك «حزب الله» في الشارع الكويتي بعد عام 1985، علاوة على استعراضها السردي التاريخي لبعض العمليات الإرهابية، التي قامت بها ميليشياته في الكويت؛ استنادًا على كتاب «حزب الله وسياسة المتعة.. من الإرهاب إلى الإرهاب» للكاتب فادي عاكوم، والتي نفذت تحت إمرة وتخطيط مسؤولي الحزب في لبنان.
ويوضح عاكوم أن لميليشيا الحزب في الكويت أذرعًا إعلامية، عبارة عن نشرات داخلية كانت توزع في البلاد، بالإضافة إلى مجلة النصر التي كانت تصدر عن جهة خاصة تتخذ من العاصمة الإيرانية طهران مركزًا لها.
ويقول الكتاب: «لعب الحزب الكويتي دورًا محوريًّا بدعم كافة الأفرع الإرهابية في الخليج، إذ قام بعد الاجتياح العراقي للكويت بجمع كميات كبيرة من الأسلحة التي قام بتخزينها؛ لتزويد فرعه البحريني بها في عام 1996، وعلى غرار توأمه في لبنان انخرط في العملية السياسية الكويتية من خلال الائتلاف الإسلامي الوطني لتمرير ما يمكن تمريره من قرارات ومراسيم تصب في مصلحته»، وأضاف: «من أبرز أعضاء هذا الائتلاف والمتعاونين بشكل مباشر مع السلطات الإيرانية كل من عدنان عبدالصمد، عبدالمحسن جمال، د. ناصر صرخوه، أحمد لاري، الشيخ حسين المعتوق، حسن السلمان، صالح جوهر، حسن حاجيه، صالح الموسى، جواد العطار، محمد باقر المهري، عباس بن نخي، وناصر صرخوه.
وفي سياق التوثيق الذي حمله كتاب عاكوم، شدّد الكاتب والمحلل السياسي إلياس الزغبي في تصريح لـ(اليوم) على أن «المفارقة اللافتة هي أن قيادة الحزب نفت أي علاقة لها مع الخلية الإرهابية في الكويت المعروفة باسم خلية العبدلي، وجاء هذا النفي بمثابة تأكيد للواقع، فحسن نصر الله لم يجد أي حجة أو أي منطق في الدفاع عن نفسه سوى الزعم قائلًا «إن حكومة الكويت وأهلها الكويت كذبة».
وأشار الزغبي إلى «أن نصر الله كان حريًّا به تقديم براهين وإثباتات على براءته؛ لذلك جاء نفيه بموقع التأكيد للعمل الإرهابي، وما يزيد هذه الحقيقة رسوخًا، مسألتان: الأولى أن لحزب الله سوابق مثبتة في عمليات إرهابية في الدول العربية وفي العالم، والثانية أن المرجعية الرسمية الشرعية الكويتية أكدت مرارًا ضلوع حزب الله في هذه العملية والخلية ولم تكتفِ بإثبات ذلك داخل الكويت بل قدمت مذكرة خطية بالوقائع إلى لبنان، لذلك لا يستطيع حزب الله التنصل من هذه الورقة بمجرد نفي إعلامي من نصر الله تخلله تزلف مكشوف إلى القيادة الكويتية، لعلها تطوي هذه القضية على علّاتها».
ويؤكد المحلل السياسي أن «خلية الكويت هي حلقة من خلايا دسّتها إيران عبر حزب الله وسواه في كل دولة عربية ذات تنوّع مذهبي سني ـ شيعي مثل البحرين، الكويت وغيرها، وفضلًا عن العراق ولبنان والعلويين في سوريا، وهنا لا يميّز المشروع الإيراني بين دولة وأخرى طالما أنه يوغل في تعميق الجروح المذهبية واستغلال الطائفة الشيعية العربية كوقود لهذا المشروع والوقائع تثبت كيف أن آلاف الشباب الشيعي ـ العربي تمّ زجهم في حروب المنطقة، إضافة إلى القبائل الشيعية في أفغانستان وباكستان وسواهما».
ويختم الزغبي «يبدو لبنان مرتبكًا جدًّا في هذه القضية على عادته، فمن جهة يعجز عن لجم انفلات حزب الله؛ ومن جهة ثانية يتخفى وراء الواقع اللبناني المتنوّع؛ كي يحتفظ بالدعم الخليجي تحديدًا، والكويت مثل شقيقاتها لا يمكن أن تتسامح مع مسألة خطيرة تمسّ بأمنها القومي والوطني، وبالطبع هذا سيؤثر سلبًا بشكل أو بآخر على بعض الجالية اللبنانية في الكويت».