دعونا نتفق أولًا على أنه لا أحد يحق له التحدث باسم الدين الإسلامي، ولا يحتكر هذا الدين العظيم تحت أي مسمّى، فالدين لله «سبحانه وتعالى»، وهو مَن يحكم على الإنسان إن كان مسلمًا صالحًا أو فاسدًا. ومن هذا المنطلق لا يجوز لأي فرد أو مجموعة أو حزب أن يتحدث باسم المسلمين مهما كانت صفاتهم. وأولى هذه الجماعات هي ما يسمّى بجماعة «الإخوان المسلمين»، ومَن يتبعهم من المتأخونين في مختلف دول العالم.
عندما استولى الإخوان على زمام السلطة في مصر، خرج القيادي في الجماعة عصام العريان وفي تسجيلات موثقة، يهدّد ويبشر دول الخليج بغزو فارسي، ثم تبعه الناطق الإعلامي لهم المدعو محمود غزلان مهاجمًا دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم جاء الرئيس «البديل»، متوعدًا دول الخليج بالويل والثبور.
لم يختلف مشهد الإخوان «المشين» في مصر عن موقف عصابتهم في تونس، حين خرج راشد الغنوشي مهاجمًا دول الخليج ومتوعدًا المملكة بالذات بالسقوط الحتمي، وعندما أنكر ذلك خرج المتحدث الرسمي باسم معهد واشنطن بتسجيلات بالصوت والصورة، مما أسكته وأسكت معه بقية العصابة التي دافعت عنه. وفي المشهد اليمني كان موقف الإصلاح الإخواني متناغمًا مع مواقف حزبهم في مصر وتونس، إلا أنهم استثنوا هذه المرة «قطر» حاضنة وداعمة الإرهاب الإخواني.
أجزم بأنكم جميعًا تتذكرون كيف فتحت أبواب مصر العروبة في عهد الرئيس السابق مرسي على مصاريعها لتستقبل الوفود والحشود الإيرانية، رغم مواقف تلك الدولة الفارسية العدائية ضد العرب منذ الأزل، ورغم مواقفها الحالية وأحلامها، وأطماعها التاريخية في خليجنا العربي. أعتقد أن مَن يراجع مواقف هذه الحركة المجرمة، سيدرك كم هي خطيرة على أمن الخليج وأهله المسالمين، وكم هي قريبة من إيران العدو الأبرز لدولنا عدا قطر «حبيبة الآيات» وربيبة الإخوان. فما ذكرته في هذا المقال حقائق ما زالت حاضرة في ذاكرة العقلاء.. ولكم تحياتي.