افتقد النظام القطري للحكمة في التعامل مع موضوع الحجاج القطريين، حين ذهب إلى تسييس وتدويل هذا الموضوع بلا طائل، سوى إحراج نفسه وإضافة نقطة أخرى إلى القائمة السوداء الطويلة. ولذلك حين دخل حكيم على الخط وتوجه إلى قيادة المملكة شارحًا وطالبًا تسهيل بعض الأمور لم يتأخر خادم الحرمين الشريفين ولا ولي عهده عن تفهم شرحه وتقدير حكمته وطلبه.
الحجاج القطريون مثلهم مثل كل الحجاج في عيوننا وتحت مسؤوليتنا من قدومهم إلى ذهابهم. والمملكة، وقد قلت ذلك عشرات المرات، خصصت، عبر العقود الماضية، مليارات من مداخيلها لتوسعة الأماكن المقدسة، وإضافة مشاريع جديدة كل سنة؛ لتسهيل أداء ضيوف الرحمن لمناسكهم.
وأكاد أقول إن ليس هناك دولة مثل السعودية قادرة على تحمل أعباء مالية بهذا الشكل، وقادرة على تحمل المسؤولية الأمنية والمعيشية لحوالي ثلاثة ملايين حاج، عدا عن تحمل أعباء ومسؤوليات مواسم العمرة المتوالية. ولذلك كان من الطبيعي أن تبطل كثير من دعاوى الافتراء على المملكة وأنها تسيس الحج أو توظفه لمصالحها. الشعوب قبل الأنظمة، ومنها الشعبان الإيراني والقطري، يعرفون جهود المملكة وبذلها الذي لا ينقطع في سبيل أن يتمتع الحاج بموسم ناجح آمن وصحي وخالٍ من المنغصات. وتعلم الشعوب أيضا أن آلافا من السعوديين يشاركون في موسم الحج ويبذلون قصارى جهدهم؛ لكي لا يعاني أي حاج أو يتأذى بأي شكل من الأشكال. وبالتالي فإن أي محاولة لتسييس موسم الحج من أي كان ستسقط، بل سيتم الضحك منها؛ لأن الدلائل واضحة والشواهد دامغة لا يمكن أن تغطيها غرابيل التربص والكيد.