كتب السير الذاتية لا تتعلق فقط بمن يراد الكتابة عنهم، ورصد مراحل حياتهم المختلفة، ولكنها تتعلق أيضا بالجيل الذي عايشوه، وظروف هذا الجيل بما يحيط به من مؤثرات حياتية مختلفة، بمعنى أنها لا تعني حياة فرد من مجتمع، بل تعني حياة مجتمع من خلال حياة ذلك الفرد، وهذا ما نراه في كتاب «لمحات من حياتي: رحلتي على طريق النجاح» لواحد من أبرز شخصيات الأحساء، الذين حققوا السبق في مجال التعليم الجامعي، يوم كان عدد خريجي الجامعة في الأحساء يعدّون على رؤوس أصابع اليد الواحدة، وهو الأستاذ أحمد بن علي الماجد الهزاني، وأسرة الماجد الهزاني من الأسر الأحسائية العريقة، المشهود لها بالمكانة المرموقة، لأصالة محتدها، وعراقة جذورها، وتميز العديدين من أبنائها، فهي أسرة علم وتجارة، امتدت جذورها إلى أقطار أخرى في الخليج والهند. وحياة أحمد بن علي الماجد الهزاني.. هي حياة الأحساء في مرحلة من مراحل تاريخها الحديث، وقصة حياته ونشأته ارتبطت بقصة نشأة التعليم النظامي في الأحساء، فهو من خريجي الدفعات الأولى التي قدمتهم مدرسة الأحساء الأميرية للدراسة في الخارج، وكانت القاهرة هي المحطة الأولى التي استقبلت المبتعثين من الطلبة السعوديين للدراسة في جامعاتها، ليعودوا بعد تخرجهم وهم مؤهلون لحمل لواء البناء التنموي في هذه المملكة في وقت مبكر من تاريخ نهضتها المباركة، التي أصبحت تسابق الزمن للتعويض عما فاتها في مجالات التقدم في مختلف المجالات.
هذا الكتاب ضم نبذة عن تاريخ أسرة الماجد الهزانية في الأحساء، وتاريخ التعليم النظامي في الأحساء بعد أن كان يعتمد على المدارس الأهلية المعتمدة وعلى الجهد الفردي. وكذلك عن رجالات التعليم الأوائل الذين أسسوا لهذا التعليم النظامي، ومنهم محمد النحاس، وعبدالله الخيال وعبدالعزيز بن التركي، ومحمد الجيبان، وعبدالله أبونهية وغيرهم، ومن أوائل خريجي الجامعات من أبناء الأحساء: الشيخ عبد الله بن عبدالرحمن الملا صاحب مكتبة «التعاون الثقافي» والسفير أحمد بن علي آل الشيخ مبارك، والوزير حسن المشاري الحسين، وغيرهم من أوائل الخريجين.
أحمد بن على الماجد الهزاني هو أحد الأوائل الخمسة الذين نالوا الشهادة التوجيهية في الدفعة الأولى من ثانوية الأحساء عام 1375 هـ ليحصل بعدها على ليسانس دراسات نفسية واجتماعية من جامعة عين شمس، وليعمل بعد تخرجه من الجامعة في وزارة العمل والشئون الاجتماعية وقد كلف أثناء عمله بعدة مهمات خارج المملكة، لكنه لم يلبث أن تفرغ للعمل التجاري إثر تقاعده المبكر من العمل، وهو بمرتبة مدير عام، لينضم إلى أخيه محمد بن على الماجد الهزاني في إدارة أعماله التجارية التي ازدهرت مع بداية الطفرة الاقتصادية في المملكة.