DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

متعافٍ من الكويت يتحدث عن تجربته مع الإدمان

100 % نسبة التعافي من المخدرات بمركز «منتصف الطريق»

متعافٍ من الكويت يتحدث عن تجربته مع الإدمان
متعافٍ من الكويت يتحدث عن تجربته مع الإدمان
أخبار متعلقة
 
سخَّرت حكومة خادم الحرمين الشريفين، العديد من الأماكن المتخصصة للعلاج بكافة أنواع الأمراض، ولعل للمدمنين على المخدرات النصيب من هذا الاهتمام بتوفير مركز متخصص لعلاجهم وتأهيلهم بالصورة المثالية المعمول بها على مستوى دول العالم، حيث يحتوي المركز على الكوادر السعودية المؤهّلة والمدرّبة على التعامل الأمثل مع المدمنين. فمركز منتصف الطريق أطلق لاحتواء المتعاطين بكافة جنسياتهم وأعمارهم، حيث يتواجد فيه العُماني، والكويتي، وغيرهما من الجنسيات الأخرى، وروعي في المركز جميع المرافق التي تهم الشباب من ملاعب حديثة، وجلسات شعبية، ومسابح أولمبية، وقاعات حديثة يقدم من خلالها الندوات والمحاضرات التي يلقيها نخبة من المتخصصين في الإدمان. تجولت «اليوم» في مركز منتصف الطريق التابع لمجمع الأمل للصحة النفسية للتعافي من تعاطي المخدرات، والتقت بالعديد من المتعافين من المخدرات الذين أمضوا فترات طويلة في العلاج ونقلت تجاربهم. أحد المتعافين من سلطنة عمان ###أصدقاء السوء قال المتعافي (ن ـ ك) والقادم من دولة الكويت الشقيقة للتعافي من المخدرات: أدمنت المخدرات منذ 12 سنة، بدأت في التعاطي من عمر 17 سنة، وخسرت وظيفتي، وراتبي العالي جدًّا، وخسرت أهلي، ومجتمعي، ودخلت السجون أكثر من مرة. ونوَّه إلى أن التعاطي ميدان مظلم، ومسيرة سيئة، وحياة تعيسة مجنونة، ووضع مخجل لدرجة كبيرة جدًّا بين أوساط المجمتع، مشيرًا إلى أن أصدقاء السوء هم السبب الرئيسي. وأضاف: علمت بوجود برنامج منتصف الطريق من أحد أصدقائي وقرّرت أن أذهب إليه لمدة أسبوع واحد فقط، ولكن أمضيت حتى الآن سبعة أشهر ولم يتبقَ لي إلا شهران وأكمل البرنامج كاملا، حيث التعامل الأمثل والبرامج المميزة الشاملة لكافة شؤون الحياة، فهي مدرسة تأهيلية شاملة منذ الصباح وحتى المساء. مدخل مركز منتصف الطريق لعلاج الإدمان ###البداية تجربة وبين المتعافي (م ـ ن) من سلطنة عمان والذي قدِم إلى البرنامج من السلطنة بحثًا عن التعافي من المخدرات التي وقع في شراكها منذ 7 سنوات من عمر 18 عامًا، مبينًا أن بدايته كانت من أجل التجربة والاكتشاف لما يقوم به الشباب في الشارع بممارسة هذه العادة السيئة. وقال: بدأت بالتجربة الأولى ولم أنتبه لنفسي إلا بعد 7 سنوات من التعاطي والضياع الكبير، والممارسات غير الأخلاقية في الكثير من شؤون الحياة، وأصبحت منبوذًا في المجتمع والجميع لا يريد مقابلتي أو محادثتي أو الجلوس معي، وذلك للسمعة السيئة التي نُقلت عني وعن الرفقة الذين أمضي جُل ساعات اليوم معهم. وأوضح أن مركز منتصف الطريق هو السبيل الأمثل للخروج من ضياع المخدرات والتعافي من هذه الآفة المميتة، وقال: لم أجد خيارًا مميزًا مثل هذا المركز الذي سهل وذلل العديد من الصعاب أمامنا كمدنين، فالمركز يحوي برنامجا معدًّا وفقًا لأحدث الدراسات والبحوث العلمية للتعامل الأمثل مع المدمنين، كون البرنامج منذ الصباح فيه العديد من الدروس العلمية والعملية والاجتماعية والرياضية. وقدَّم شكره للمسؤولين على المركز على رحابة صدرهم وعنايتهم الكبيرة بكافة المتعافين من الإدمان. قاعة المحاضرات اليومية التي يتجمع فيها المتعافون ###خسارة كل شيء من جهته بين (ك ـ ح) أن دخوله في عالم المخدرات بدأ منذ عمر 15 سنة في ظل غياب الأسرة وعدم النظر إلى الأصدقاء الذين أقضي معهم الوقت، لافتًا إلى أنه منذ تعاطيه الأول للمخدرات لم يتركها لمدة 19 سنة، مبينًا أنه خسر كل شيء في حياته إبان فترة التعاطي لدرجة أن تبقى له ساعتان للتخرج من الجامعة ولم يدرسهما بسبب التعاطي. وقال: نصيحتي للشباب.. لا تفكروا في تجربة الدخول في هذا المجال لأنه باب لن يخرج منه أحد بسهولة أبدًا مهما كانت الظرف، فالتجربة الأولى هي ناقوس الخطر والمشكلة الكبرى والداء الأعظم، وأنا أكبر مثال للشباب من تجربة بسيطة كنت أتوقع ألا أعود لهذه التجربة مرة ثانية، ولكن للأسف لم أستطع أن أتركها إلا بعد 19 سنة من الظلام والذهاب للمجهول. متعافٍ يروي قصة 18 سنة إدمانًا (تصوير: فارس آل سعد) وبيَّن أن برنامج منتصف الطرق يغيِّر السلوك الخاطئ لدى المتعاطي وتحسين أفكاره ومبادئه، إضافة لتعزيز ثقته في نفسه ومعالجته نفسيًّا من مشكلة التعاطي، لأن الآثار الانسحابية كبيرة ومؤلمة، فالكثير من الشباب يعودون للتعاطي في هذه المرحلة بالتحديد، فالمركز يساعد على تخطي هذه المرحلة بكل قوة وإرادة وإصرار. ##متعاف: خسرت 8 وظائف وأصبحت مشردًا بالشوارع## أكد المتعافي (خ - هـ) أن برنامج مركز منتصف الطريق يقوم بعمل كبير ومميّز في مساعدة المدمنين على المخدرات للتعافي منها، لافتًا إلى أن البرامج التي يقدمها المركز متنوّعة ومختلفة وتلبّي كافة الاحتياجات التي يحتاجها المتعاطي؛ كون الأعراض الانسحابية التي يعاني منها المدمن بعد فترة توقفه عن التعاطي تُعدّ أعراضًا خطيرة تحتاج للتعامل الأمثل لها. وقال: بدأت بالتعاطي منذ 18 سنة منذ كان عمري 20 سنة، وخسرت أكثر من 8 وظائف برواتب عالية جدا يصل بعض منها لأكثر من 13 الفا شهريا، وكان السبب الرئيسي في فصلي من الوظائف هو تعاطي المخدرات، حيث أصبحت مشردًا في الشوارع ووصلت لمرحلة أنني لم أنم في فترة من حياتي لستة أيام متواصلة. وأضاف: أنا ساكن في الغربية وقدمت للرياض لهذا البرنامج من أجل التعافي من المخدرات، ولي الآن 4 أشهر وأنا مستمر في البرنامج بإرادة ومعنويات وعزيمة صادقة في التعافي والرجوع لحياتي ولأسرتي التي عانت الكثير من تصرفاتي إبان فترات التعاطي الطويلة. وأشار إلى أنه سيكون سفيرًا للمتعافين من المخدرات ومستشارًا لمن يبحث عن الحلول العاجلة من مشكلة التعاطي التي لا تورد إلا الهلاك والمشاكل والأضرار التي لا تلحق بالمتعاطي نفسه، ولكن بالمحيطين به من أسرته ومجتمعه وأبناء حارته.رئيس مركز منتصف الطريق يتحدث لـ(اليوم) ##الحربي: 9 أشهر فترة التأهيل وإزالة السموم في 21 يومًا## أوضح رئيس مركز منتصف الطريق والرعاية اللاحقة للتعافي من المخدرات بالرياض فهد الحربي، أن المركز تأتي فكرة إنشائه لتأهيل متعاطي المخدرات للتعافي التام من التعاطي والمتواجد منذ 7 سنوات، لافتًا إلى أن المتعافين من المخدرات في عام 2016 بلغ عددهم 40 متعافيًا بنسبة 100%، وفي عام 2015 بلغ عددهم 150 متعافيًا، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز 70 متعافيًا وسيتم الوصول إلى 150 متعافيًا خلال الفترة المقبلة. ونوَّه إلى أن المتعاطي يمضي في بداية فترة علاجه 21 يوما فترة إزالة سموم، يتم من خلالها تنويمه في مجمع الامل للصحة النفسية، ومن ثم يتم تحويله إلى مركز منتصف الطريق ويمضي فيه مدة 9 أشهر فترة التأهيل داخل المركز. وقال: يمضي المتعاطي داخل المركز الفترة كاملة ويسمح له بالخروج من المركز في البداية لمدة 8 ساعات ويعطى أيضًا فترة يوم أو يومين للخروج من خلال المراحل المتقدمة من العلاج، بحيث يتم الكشف عليه قبل مغادرته المركز، والكشف عليه بعد العودة مباشرة، وذلك للنظر حول التزامه بالتعليمات التي تعطى له قبل الخروج من المركز، وهناك العديد من البرامج النفسية والاجتماعية والتوعوية والدينية تعطى للمدمنين بجرعات زائدة عبر جدول صباحي مُعدّ ومُجهَّز لهم، وهناك برامج عن منع الانتكاسة، وعن مشاكل المدمنين بصورة عامة. ##10 سنوات مخدرات بسبب غياب رقابة الأسرة## على صعيد متصل وبنبرة تملؤها الحزن تحدث المتعافي (ث ـ ز) بحسرة على السنوات الماضية التي قضاها في التعاطي، مشيرًا إلى أنه بدأ بالتعاطي بعمر صغير، وذلك بسبب عدم وجود رقابة من الأهل عليه، وأن كل ما يطلبه من أموال تلبى له على الفور. ونوَّه إلى أنه فقد أمه، وخسر إخوانه، جراء التعاطي، بحيث إنه انعزل تمامًا عن المجتمع، وأمضى ما يقارب عشر سنوات لم يختلط بأي شخص من عائلته، كون المادة المخدرة تصيب المتعاطي بالعزلة والوحدة. وقال: لو رجع الزمان فلم ولن أسلك هذا الطريق، تعلمت منه الشيء الكثير، ومن فضل الله علي أن دخلت هذا المركز الذي أمضيت فيه الآن قرابة ثمانية أشهر وتبقى لي شهر، والحمد لله لم أستعمل أي مادة مخدرة طوال الفترة الماضية، وهذا مؤشر مهم للتعافي من المخدرات، أنا أحمل رسالة ولدى طموح بأن أكون نموذجا يحتذى به في قوة الإصرار والإرادة والعزيمة للتخلص من التعاطي، حضرت للمركز بإرادتي الكاملة دون ضغط من أي أحد. وقدّم شكره لكافة العاملين في المركز على حسن الاستقبال، وعلى الجهود المميزة التي قدموها لجميع المتعافين في المركز، فلهم منا جزيل الشكر والعرفان على هذا الجهد الذي يجب أن يصل لكافة المتعاطين لضرورة الالتحاق بهذا المركز.