ليست الكويت وحدها ترثي رحيله، العالم العربي من محيطه الى خليجه فقد صانع البهجة عبدالحسين عبدالرضا محمد عوض، أحد أهم مؤسسي الحركة الفنية بالكويت والخليج.. رحل عن دنيانا عملاق من جيل الرواد تركنا في زمن أصبح فيه التهريج له وجوه ملوثة.
عندما تشاهد أعماله تجد نفسك خرجت من غرفة مظلمة ودخلت الى حديقة جميلة مليئة بالزهور، «حسينوه» في درب الزلق و«شارد بن جمعة» في باي باي لندن، و«حمود الطواش» في الأقدار و«عتيج» في فريج العتاوية و«نوح» في درس خصوصي و«سند» في علي هامان يا فرعون، أسماء لنجم واحد مثل دور التاجر والمحامي والطبيب والرومانسي والاسكافي وغيرها من أعمال وصلت الى 33 مسرحية، وأكثر من 30 مسلسلا تلفزيونيا ومسلسلات إذاعية وفيلم سينمائي واحد هو «العاصفة» وهي أعمال كانت شعلة أضاءت الشاشة والزمان والمكان.
الدول تعطي الشركات امتياز التنقيب عن البترول وعبدالحسين عبدالرضا أخذ امتياز التنقيب عن الابتسامة، وبعد رحيله نخاف أن تعود الضحكة الى التوحش.
من أسرار نجاحه أنه لم يتعامل مع الجمهور على أنه سائح أوروبي، ولم ينظر الى مشكلات المجتمع من وراء الزجاج، كان قريبا من هموم وطنه وناسه والمبدع يشعر بآلام الآخرين أكثر من غيره، لهذا حكاياته المسرحية والتلفزيونية لا تباع كما تباع زيوت السيارات.
فقدنا الممثل والمؤلف والمنتج الذي قال لنا: ان النكتة مضاد حيوي لميكروب الاكتئاب. العزاء انه بعد وفاته كما كان في حياته لا يزال على قوائم المسافرين الى مدينة الحب، ودع لندن على خشبة المسرح في مسرحية «باي باي لندن» وشاءت ارادة الله ان يتوفى بها لتمشي الابتسامة بعده على «درب الزلق».
إنا لله وإنا إليه راجعون.
