أود أن أزجي الشكر لكل منطقة الأحساء. أحب مناطق البلاد كلها بلا تفرقة إلا أن الأحساء وأهلها يسرقون قلبي رغمًا عني.. «ولا نلومنّ الفؤاد إن هوى».
لذا كلما دُعيت لمناسبة أتحدث فيها مع الأحسائيين يغمرني شعورٌ جارف بالحب والانتماء؛ هذا الانتماء الذي يؤكد لك أنك لست تحت رعاية مكان تحبه فحسب، بل وكأن قلبًا كبيرًا احتواك وقدّرك وأحبك. وكان هذا واضحا في تصرفات وملامح مدير الفعالية الشاب غازي العبيد.
وما رأيت جماعة، أو مجتمعًا إن شئتم، يتداخل الشعر والأدب في جيناتهم مهما كانت مشارب حياتهم وعلى اختلاف تخصصاتهم ومهنهم مثل ما رأيتُ بالشعب الموريتاني -الشنقيطي على وجه التخصيص- والمجتمع الإحسائي؛ فلما صعد ليقدمني للجمع الغفير من الجنسين في قاعة مؤتمرات مستشفى الملك فهد بالهفوف الأستاذ محمد البشيّر مساعد الشؤون الصحية، لم أستغرب أنه استشهد بعيون الشعر، وضحكت مع الجمهور لما وصفني بالشمس، وقلت لهم إني استأذنت أمي إن كنت أستطيع تغيير اسمي الى شمس الزامل.. فنهرتني!
طلبت من المنسقة غدير آل حسين، لفهمي لمدى تقبل الطبيعة الإحسائية، الاجتماع قبل الفعالية مع الطاقم الصحي لموضوع يؤرقني وهو علاقة هذا المثلث: المريض، والطبيب، والإخصائي الاجتماعي بالمستشفيات، وفعلـتْ.
كانت الشفافية والمكاشفة صريحتين جدا فوق ما توقعت كثيرا بين الطاقم الصحي وبيني، ووضعنا أصابعنا على كثير من أسباب المشكلة التي تسبب قطع خطوط الاتصال بين أطراف المثلث. الذي أثلج صدري، هو كما يصف الأطباء، أن أحلى مرحلة في أي علاج هي صحة التشخيص.
الموضوع لم ينتهِ، وسأخصص له مقالا آخر بإذن الله. فالمكانُ ضاق.. ولم تضق القلوب.