ظلت وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى مدى سنوات طويلة وأميز ما فيها الضمان الاجتماعي، فيما لم ترق برامجها الاجتماعية التي تعنى بشؤون الأسرة، أو الإعاقة، أو التنمية الاجتماعية، أو معالجة الظواهر الجديدة، لم ترق إلى مستوى إحداث الفارق . ومشكلة الوزارة في تقديري ليست مشكلة تمويل، ولا مشكلة كوادر، وإنما هي مشكلة هوية فلا هي تعرف ما تريد خارج نطاق دعم المعوزين، ولا الناس ولا حتى الشورى يطالبونها بإبراز وإعلان هويتها في المسؤولية الاجتماعية، ، لتبقى بالنتيجة خارج حدود المساءلة، ويكفي أن تفتش عنها في برامج الأسر المنتجة التي تظهر فيها البلديات وهيئة السياحة والإمارات والمؤسسات الخيرية أكثر مما يظهر دورها، حيث ظلّ هذا البرنامج على أهميته برنامجا معاقا وتضليليا لا يُنجز لتلك الأسر ما هو أكثر من الإحساس بأنها تبلل جبينها بالعرق في سبيل البحث عن اللقمة، فيما هي تعاني على كل الأصعدة في التمويل ودراسة الجدوى والمقرات والتسويق خارج نطاق المهرجانات. فقدان الوزارة لطبيعة هويتها يجعلها غير قادرة على ترسّم طريقها، فهي في الذهنية الشعبية «الضمان»، وأحيانًا «العجزة» أي المعنية بالعاجزين، وأتحدى أن تخرج هويتها عن هذا النطاق لدى الشريحة الأكبر من المواطنين، لأن الوزارة في الأصل لم تفتش عن هويتها الحقيقية، والتي ترفع مقامها إلى مقام دور الأم في حياة الأسرة، الأم التي تدير الشأن الداخلي للأسرة على مختلف مستوياته أخلاقيا واقتصاديا وتربويا ابتداءً من علاقاتها البينية إلى علاقاتها بمحيطها الاجتماعي، ووصولا إلى معالجة المستجدات التي قد تطرأ عليها.
المغرد الشهير «فؤاد الفرحان» تناول في جملة من التغريدات المهمة الأثر السلبي للسوشيال ميديا في إطلاع النشء على الحياة اليومية لمن سماهم بالأغنياء «المتفشخرين»، وأثر انكشاف الحياة الداخلية لشرائح المجتمع المختلفة على بعضها، وتحديدا على حياة المراهقين ومستقبلهم، وبزوغ مفاهيم للذوق والنجاح والسعادة وفقا لهذه المحددات الجديدة، وهي قضايا في منتهى الخطورة ومع هذا فلا أثر لحضور وزارة الشؤون الاجتماعية فيها، والسؤال الذي يجب أن يُطرح: ألم يحن الوقت أن تسند هذه الوزارة للمرأة على اعتبار أنها جزء من هويتها السوسيلوجية؟.