تتوالى عطايا هذا البلد حتى بلغت الأقطار في شرقها وغربها، مدت يد العون للغريب قبل القريب اعتبرت العالم اجمع لها أخوة يستحقون المساعدة طالما استطاعوا ذلك بالكلمة أو التبرعات بشتى أنواعها. ومازالت بلادي تواصل هذا المدد وتستعد من الآن بتجهيز بيت الله الحرام والبقاع المقدسة استعدادا لحج هذا العام، هذا البيت الذي اولاه خادم الحرمين الشريفين وإخوانه وأبناؤه عناية خاصة وقدموه لكل مسلم ليجد جميع الاحتياجات التي تلزمه ويتعبد الله بكل سكينة. في حج العام السابق كان استخدام حجاج بيت الله الحرام تطبيقات الهواتف الذكية وغيرها من وسائل التكنولوجيا لتسهيل أداء المناسك منتشراً بشكل متميز. وظهر لأول مرة استخدام السوار الإلكتروني الذي يساعد الجهات الرسمية السعودية على إدارة الحشود تفاديا لفقد الحجاج خصوصا كبار السن في ظل حدوث الازدحام.
وفي وادي مكة للتقنية، طوّر شباب سعوديون أجهزة حساسة تعمل من خلال نظام «البلوتوث» لمساعدة الحجاج في أداء مناسكهم من خلال تطبيق يحمل اسم «المقصد». ووضع تطبيق آخر يُتيح للحاج التعرف على كثافة الحركة في مناطق أداء المناسك لتفادي الازدحام وبيان أوقات الذروة. ولم يقتصر استخدام التكنولوجيا على الهواتف الذكية لإرشاد الحجاج فحسب، بل ثمة أفكار أخرى منها المظلات الذكية التي تضم مروحة تعمل بالطاقة الشمسية ومخزن طاقة لشحن الهواتف الذكية، إضافة إلى خاصية تحديد المواقع، كان الاهتمام بأدق التفاصيل قبل كل شيء.
منذ نشأتها على يد الملك عبدالعزيز المؤسس -رحمه الله- مرورا بأبنائه، ووصولا إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان -حفظه الله- لم تتوقف عن بذل الغالي والنفيس، من أجل خدمة ضيوف الرحمن، والعمل على توفير أقصى سبل الراحة لهم. ولئن شرُفت المملكة أن تكون خادمة للحرمين الشريفين، فإنها تدرك، أن هذا الشرف العظيم يتطلب منها العمل بكل إمكانياتها لتوفير الأمن والرخاء والاستقرار للحجاج، حتى يستطيعوا أداء فريضة الحج، في جو من الطمأنينة والراحة، اللتين تحرص عليهما منذ أن أنعم الله عليها بجمع شملها وتوحيد كلمتها، ونشر الأمن في ربوعها، على أساس من تحكيم كتاب الله الكريم والتمسك بسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.. هذه العبارات التي تجسد مدى الاهتمام، وحجم الرعاية التي ينالها الحجاج من المملكة، وقد تُرجم هذا الاهتمام وتلك الرعاية إلى واقع ملموس، في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. كل هذا وغيره يقف حائلاً ضد كل الاتهامات التي تسعى للتقليل من هذه الجهود العظيمة، والتي لا تخرج عن كونها مساعي لبث الفتنة، بين المملكة والدول الإسلامية الشقيقة، وهو ما اعتبره دول العالم العربي والإسلامي مخططا خبيثا، يتطلب الوقوف على قلب رجل واحد في مواجهته، والذود عن بلاد الحرمين الشريفين بالكلمة والعمل، ودعمها في دحضها لمثل هذه المخططات.