مع أنني لم أعد أصدق هذه الدراسات بدرجة كبيرة إلا أن دراسة أمريكية قد تكون قابلة فعلاً للتصديق. تقول هذه الدراسة الحديثة إن عقل المرأة أنشط بكثير من عقل الرجل، ما يجعلها أكثر تركيزاً وأقدر على التعامل مع العواطف والاستجابة لها بالقدر الذي لا يفقدها صوابها.
وربما هذا ما يفسر تاريخياً عدم فقدان العاشقات العربيات عقولهن في مقابل فقدان الرجال العاشقين عقولهم الذين وصل الحال ببعضهم إلى التخلي عن الأمجاد والتيه في الصحراء وإطلاق الأشعار المتحسرة الباكية. أي أن المرأة، من الأزل إلى الآن، استخدمت عقلها في الحب في الوقت الذي صورت لنا أنه لا عقل لها أمام مرآة العشق.!!
شيء آخر لصالح هذه الدراسة الأمريكية وهو أن المرأة متعددة المهام أو متعددة الأغراض، فهي في اللحظة التي توجد فيها، على سبيل المثال، في المكتب فإن جزءاً من عقلها مع أطفالها في البيت، وجزءاً آخر مع أمها على الهاتف، وجزءاً يتربص بزوجها الذي شمت (ريحة) نسائية في جاكيته أو ثوبه، فضلاً عن ملاحظاتها الدقيقة على ملابس وأحذية زميلاتها.
لذلك، مع كل هذه الدلائل المشهودة، سوف أصدق وبقوة أن عقل المرأة أنشط بمراحل من عقل الرجل الذي لا يستطيع استخدام عقله في أكثر من مهمة واحدة. وربما، أيضاً، يسأم أو يتأفف منها إذا طالت أو تعقدت. ولطالما شخصياً انسحبت من مهمة إلى أخرى لأنني لا أقدر على الاثنتين فما بالك بثلاث أو عشر مهمات كما هي حال المرأة ذات العقل الجبار.
علينا إذن نحن الرجال أن نعترف بحقيقة عقل المرأة النشط والمتقدم، ونعتذر عما ارتكبناه طوال قرون من تهميش لها ولعقلها فقد فضحتنا الدراسات الحديثة المرشحة لمزيد من فضائح الذكور في مقابل تفوق الإناث.