حدث هذا الأسبوع حدثان يحملان العديد من الدلالات، فبهما إسعاد لقلب المحب وإغاظة لقلب العدو الشامت:
يوم السبت كان أميرنا المثقف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف في محافظة حفر الباطن، قاطعا المسافات من أجل التعزية في الشيخ خزيم بن وبدان السهلي عليه رحمة الله. ويوم الجمعة لبى ولي العهد نائب الملك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نداء العسكري المتقاعد سليمان المنيعي وأصدر أمره بمعالجة ابنه المريض الذي يبلغ عمره ست سنوات ويحتاج لزراعة أمعاء في مركز متخصص على نفقته الخاصة. ومن تابع مسيرة قادتنا بعين المحب للمملكة العربية السعودية يعلم أن هذه الأفعال ليست غريبة عليهم، وليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة بحول الله، فهم أبناء هذا الشعب قبل أن يكونوا قياداته، وسياسة فتح الأبواب والتواصل مع أبناء المجتمع سياسة سعودية أصيلة، نسأل المولى لهم الإعانة والتوفيق والسداد.ما أتمناه من خلال هذين الحدثين الوطنيين الجميلين ثلاث أمنيات:
الأولى: أن يسير كل مسؤول كما يسير رأس الهرم في هذه البلاد، فلا يبتعد عن مجتمعه اغتراراً بكرسي لن يدوم، وألا يتكبر على أهله ويترفع عنهم، فالتقاعد كفيل بإعادته إليهم، بل والبحث عمن تجاهلهم، والمشاهد أن المجتمع لا ينسى، بل يقدّر من يقدّره، ويميت من يترفّع عليه!
والثانية: أتمنى من المقربين من مسؤولينا أن يكون لهم دور وطني صادق في كل ما يعزز علاقة الراعي بالرعية، من خلال النصح بالدلالة الصادقة على الخير، وما فيه مصلحة البلد، وألا تكون المصالح الشخصية الضيقة مقدمة على ما سواها!
والثالثة: ألا نتساهل نحن - في حمى التغريد والبحث عن السبق- في نشر كل ما يأتينا من حالات إلا بعد التمحيص والتثبت، فكثير من مقاطع الكذب التي تنشر، ويخرج من خلالها برؤى واستنتاجات لا زمام لها ولا خطام، تدمر المجتمع بالفتك بوحدة الوطن، ويمتد أثرها حتى إلى الحالات الصادقة بالتشكيك فيها وتغييبها في ظلمات الكذب والفجور!
حفظ الله لهذا الوطن وحدته، ووفق قيادته لما فيه الخير والرفعة للمملكة العربية السعودية التي نفخر بها، وتحتاج منا إلى الكثير والكثير.