التقدم الذي أحرزته الشرعية في اليمن ضد الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية أدى إلى تراجع ملحوظ لنفوذ الجماعات الإرهابية على أرض اليمن انعكاسا لما تبذله الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وكافة دول العالم من جهود مكثفة لاحتواء تلك الظاهرة في الدوحة، فالجماعات الإرهابية في اليمن تتلقى الدعم من الدوحة أسوة بكل الجماعات باختلاف مسمياتها.
لقد انعكست تلك الجهود على انحسار جزئي ملحوظ للعمليات الإرهابية باليمن، لاسيما أن قوات الشرعية اليمنية تحقق الكثير من الانجازات الباهرة على الأرض، وبعد انسحاب القوات القطرية من اليمن، والانسحاب في حد ذاته يشكل برهانًا على حجم الأذى القطري الذي وصلت شروره إلى العديد من المدن العربية ولم تنحصر تلك الشرور داخل اليمن فحسب.
ولاشك أن الأزمة القطرية أدت إلى تحجيم الأعمال الانقلابية في اليمن على اعتبار أن امداداتهم من الدوحة بالمال أضحت ضعيفة للغاية لاسيما بعد توقف المشاركة الرمزية للدوحة مع قوات كانت ترابط على حدود المملكة مع اليمن، وتوقف هذه المشاركة أدى إلى اضعاف الدعم للجماعات الإرهابية في اليمن وتحجيم أعمالها.
وقد ثبت أن القوات القطرية الرمزية قبل انسحابها كانت تزود الحوثيين بمواقع قوات التحالف وقوات الشرعية اليمنية ليسهل على الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية شن الهجوم على تلك القوات، وهو عمل يدخل في صلب العمليات الإرهابية التي كانت تمارسها الدوحة في اليمن، وتلك ممارسات ثبت ضلوع ساسة قطر فيها، وقد كانت لها آثارها السيئة على قوات الشرعية اليمنية وهي تناضل من أجل الخلاص من الجماعات الإرهابية المنتشرة في كثير من مدن اليمن.
ولايزال الإعلام القطري رغم انسحاب تلك القوات الرمزية على الحدود يكيل المزيد من الانتقادات لبعض دول التحالف ولدورها الطليعي في اليمن، وهي انتقادات تتوافق مع الإعلام الإيراني تماما، وتتوافق مع سياسة حكام طهران الموغلة في بث الفرقة والفتن والطائفية بين صفوف الشعوب العربية بما فيها الشعب اليمني.
وتراجع نفوذ الجماعات الإرهابية في اليمن يعود في أساسه إلى تعامل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مع ملف التدخل القطري في اليمن ومع استمرارية دعم الدوحة للتنظيمات الإرهابية وإرهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني الدموي، وهذا التراجع يؤكد أهمية الاستمرار في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتخلص منها ومن رمزها.
لا مكان للإرهاب في اليمن ولا مكان له في الدوحة ولا مكان له في كل البلدان الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، فالعالم بأسره مازال يلاحق الإرهابيين ويحاول استئصال ظاهرة الإرهاب من جذورها أينما وجدت، ولن يتمكن الداعمون لهذه الظاهرة من الاستمرار في عملياتهم التي أضحت مكشوفة لكل المجتمعات البشرية دون استثناء.