ابتكر أحد أصحاب قصور الأفراح قبل مدة طريقة للتسويق وجذب الشباب المقبلين على الزواج لقصره، إذ قام بإعلان الاحتفال بمرور عام على زواج كل من تزوج في قصره، وكانت المفاجأة أن عدد من احتفل بهم لم يزد على 30% نتيجة الطلاق!! إذا أراد أفراد المجتمع القضاء على آفة الطلاق؛ عليهم أن يجففوا منابع الخلاف المستقبلي بين العرسان عن طريق دورات مكثفة لكل من الشاب والشابة قبل الزواج، يتعلمان من خلالها أن الحياة الزوجية ليست طريقا معبدا بالورد كما يشاهدون في الأفلام والمسلسلات، والحياة بعد ليلة الزفاف ليست نفسها تلك الأيام الجميلة والأحلام الوردية والعبارات الرومانسية الساحرة أيام الخطوبة، ومن وجهة نظري من أراد أن يحكم على نجاح أو فشل الحياة الزوجية عليه أن يتعرف على حياة الشاب والشابة عن قرب، كيف يقضي كل منهما يومه ومع من وما هي اهتماماتهما.. لأن من خلال هذه التفاصيل سوف نتعرف على احترامهما للوقت والنظام والترتيب والتضحية من عدمه، هذه المؤشرات كافية الى حد ما عن تحمل كل منهما للمسؤوليات المترتبة على بيت الزوجية، وأكرر الحياة ليست دراما مسلسل تركي أو مكسيكي. الحياة الزوجية حب وتضحية وعطاء. فالشاب الذي تعود على من يخدمه في كل صغيرة وكبيرة دون مجهود يذكر، والفتاة التي عاشت مدللة في بيت أهلها ولم يطلب منها أن تقوم بطهي أو كنس أو غسيل وخلافه، في هذه الحالة كل منهما قد تعود على من يقدم له الخدمات لا ان يقدما هم بنفسيهما الخدمات لبعض! لذا من الصعب أن تتحول الحياة بين عشية وضحاها عند كلا الزوجين الى إدراك للوضع الجديد، ومن هنا تدب الخلافات وتزداد المشاكل ومع غياب الحكماء من العائلتين يكون الانفصال. أعجبني رد أحد الآباء حينما كان يشتكي من بعض تصرفات ابنه المراهق، على من اقترحوا عليه تزويج ابنه بقولهم (زوجه يعقل)، عندما قال، وماذا لو لم يعقل؟ ما هو ذنب بنت الناس؟ ثم أردف قائلا، بنات الناس ليسوا (كائنات!!) -أكرمهن الله- للتجارب، بحيث نجري عليهن التجربة تلو الأخرى بينما الشاب المراهق يستمر في غيه وطيشه ومراهقته مغترا بهذه المقولة القاتلة (الرجال ناقل عيبه) !! وختم قائلا الناس تعرفني جيدا لكنها لا تعرف ابني، أنا أب ولدي بنات أيضا، فما لا أرضاه لابنتي لن أرضاه لبنات الناس. رسالة للآباء، لا تستعجلوا على تزويج بناتكم خوفا أن يطوفهن قطار الزواج، الأمر قسمة ونصيب، وتذكروا جيدا أن سكة القطار تنطلق من السماء قبل كتب الكتاب على الأرض. والبيت الذي خلا من البنات مظلم.