شرعت (أرامكو السعودية) منذ مطلع الستينيات بالاهتمام بالمرأة السعودية وبتوظيفها وترقيتها، كما منحت فرصًا لكثير من السيدات ليشغلن وظائف كانت - في السابق- لمستشارين أجانب، فوظفتهن، حتى أصبح لديها 1000 سيدة في عام 2004 م، يشكلن نسبة 2 % من الكادر العامل في أرامكو، واستمرت الشركة بهذا النهج حتى انها اطلقت منذ فترة وجيزة العديد من المشاريع الداعمة لتوظيف النساء بالتعاون مع جهات أخرى كجامعة الأميرة نورة وغيرها، وانشأت أول مجمع نسائي لخدمات تسيير الأعمال الذي سيوفر 21 ألف فرصة عمل خلال 10 سنوات، وقد بحثت - عزيزي القارئ - عن النسبة المئوية من النساء اللاتي يعملن في أرامكو في هذا العام ولم أجدها، ولعل العلاقات العامة في أرامكو تزودني بهذه المعلومة فيما بعد.
المهم في الأمر هو أن المرأة السعودية قد أثبتت تفوقها، حتى أن البعض منهن تولين مناصب قيادية عليا، فأول مهندسة بترول في أرامكو كانت السيدة السعودية نائلة موصلي، وأول امرأة سعودية تحجز مقعدا في مجلس إدارة ( فيلا انترناشونال مارين)، كانت السيدة السعودية هدى الغضن، التي تمكنت في عام 2015م أن تصبح المدير التنفيذي لعلاقات الموظفين والتدريب، واشرفت في عملها على 55 ألف موظف من 80 جنسية مختلفة، كما أنها اختيرت من ضمن قائمة مجلة فوربس لأقوى السيدات العربيات في عام 2016 م، وكذلك أصبحت السيدة السعودية نبيلة التونسي كبيرة المهندسين في قطاع الخدمات الهندسية في أرامكو، وهي التي حازت على المركز الرابع عشر ضمن قائمة مجلة فوربس لأقوى السيدات العربيات لعام 2016م، كما سبق اختيارها في عام 2006 م ضمن قائمة أفضل 25 امرأة ذات أثر فعال في إدارة المشاريع على مستوى العالم، وايضا السيدة السعودية فاطمة العوامي التي قدمت مساهمة فاعلة في تطوير نهج (حلول الحوادث) الذي تعتمده أرامكو في حل مشكلات إدارة المكامن، هؤلاء السيدات الفاضلات قدمن للعالم الصورة المشرقة عن المرأة السعودية وهناك الكثير غيرهن ولكن لا تتسع فسحة المقال لذكرهن، وربما أتمكن من الكتابة عنهن في مقالات أخرى، وفي كل الاحوال إن ما دعاني للكتابة عن المميزات التي قدمتها أرامكو وتقدمها للسعوديات ليس هدفه الاطراء لتلك الشركة الرائدة، فهي في غنى عن الاطراء وأعمالها الرائعة تتحدث عنها، ولكن ما حفزني هو ما قرأت من أن الشركة لا تفرق بين موظفيها من الرجال والنساء فيما يتعلق بسلم البدلات وغيرها من الحقوق، بينما تفرق بينهما فيما يتعلق بالقروض السكنية، فهي تمنح الموظف (الرجل) حوالي (38) راتبا كبدل عن البناء السكني، بينما الموظفات لايحصلن على هذه الميزة، وأتساءل هنا، هل يوجد ضمن قوانين الشركة ما يمنع الموظفات من الحصول على هذا القرض وهل تم تجاوز هذا الاشكال مؤخرا؟.