الإنسان صاحب الموهبة دائمًا ما نجده يبحث عن الأفضل ويسعى جاهدًا لتطوير نفسه، فالتجديد والتطوير فطرة حسنة ومطلوبة، وبدون شك أن التحديث في النص الشعبي يتفاوت ويتنوّع من شاعر إلى آخر، وفي اعتقادي أن ذلك يعود إلى بعض الأسباب التي تتكون من بعض النقاط ومن أهمها.. ثقافة الاندماج ومرونة الاختلاط مع ثقافات أخرى اكثر وعيًا، وكذلك البحث عن التميز عبر بيئة شعرية تُعنى بتحديث القصيدة، ومن خلال متابعة دقيقة لكل ما يُطرح في الساحة من نتاج بعض الشعراء نلاحظ أن هناك مَن أوغلوا في كتابة نصوص برمزية يلفها الغموض الى درجة غير واضحة، ولربما تكون عبثية في الكثير من الأحيان، وهذا الشعر لا يعني بأي حال نوعًا من التطور في نظر الكثير من المتابعين، وكان لنا بعض الاستنتاجات في هذا الجانب ووجدنا أن هناك مَن يرى أن القصيدة الشعبية يجب ان تبقى في إطارها الجمالي دون استخدام لبعض الرمزيات التي تكون مجهولة، ولا يستطيع ان يتذوقها القارئ مما قد يؤدي إلى تغييب الصور البيانية التي يتم إغراقها بالرمزية غير الواضحة، وانصافًا للشعر من الأفضل ان تكون هناك رؤية اكثر اتزانا وتحافظ على جمال القصيدة ولا تغفل ذائقة المتلقي ويحرص من خلالها الشاعر على كتابة النص الشعري بعيدا عن لغة الطلاسم التي لا يمكن أن تقبلها الذائقة السلمية.. ويتوجب على الشاعر الاهتمام بروح الشعر دون الاخلال به وليس هناك ما يمنع من تطوير الأدوات وتحديث المفردة الشعرية ولكن بعيدًا عن دهاليز الحداثة الموغلة والباهتة.
من أبياتي
أبشرك روض الحشا بات ممطور
واعشوشب الخافق وهلت سحايب
واضحى المكان اللي ورا الحدب معمور
بالحاضر المشرق ووصل الحبايب
