يعتبر الأستاذ عبدالرحمن الراشد أحد أكثر الشخصيات الإعلامية متابعة في عالمنا العربي. وعندما يكتب أو يغرد يتابعه الكثير بغض النظر عن موافقة القارئ على ما يطرحه الأستاذ الراشد. وما هو ملاحظ من كتاباته بصورة عامة اهتمامه بالشأن السياسي، والشأن السياسي فقط، ولا يكتب في أمور لها علاقة بالبنية التحتية أو التصرفات الفردية في المجتمع. ولكن في نهاية المطاف الكل يعرف وطنيته وحبه وغيرته على تراب هذا الوطن. ولهذا السبب فشخصية مثل شخصية الأستاذ عبدالرحمن الراشد الكل يعتبر انتقاده لأي نوع من أنواع البنية التحتية هو في الحقيقة ترمومتر لما يمكن أن يمس عمق ومعاناة المواطن العادي من بعض التصرفات والخدمات.
وبحسب منصبه ووجاهته فالكل لا يتوقع أن تصادفه مشكلة أو عقبة في أي مطار سعودي. (أو هكذا يظن الكثير). ولكن انتقاده لمطارات المملكة وكيفية إداراتها وخاصة مطار جدة الدولي لهو في الحقيقة إنذار مبكر يشكر عليه لأنه تكلم بلسان الجميع عن مطاراتنا وخاصة مطار جدة. فمطار جدة يتعرض وبصورة مستمرة لنقد الكثير من المسافرين. وهذا النقد ليس وليد اليوم ومع ذلك لا يوجد شيء يلوح في الأفق. لأن المشكلة تكمن في الادارة، فنحن نعلم أنه سيتم افتتاح مطار جديد بكل معنى الكلمة تم صرف بلايين الريالات على تصميمه وبنائه. وبالطبع هذا لن يفيد في تحسين صناعة الطيران في جدة إذا كان سيدار بنفس العقلية والطريقة والأسلوب. فما الفائدة من المطار أو المبنى الجديد الجميل إذا لم يتغير أسلوب الإدارة.
مطار جدة دوما في دائرة الجدل كونه أكبر مطار سعودي يستقبل مسافرين بكثرة طوال العام. وهو المطار الذي يهبط فيه ملايين المسافرين من المعتمرين والحجاج ممن ينظر إلى المملكة نظرة خاصة يتوجها حب عميق لهذا البلد ومقدساته. ولهذا فكلمات بسيطة من الأستاذ عبدالرحمن الراشد كانت واضحة ولا تحتاج لأي تفسير كونها تقول وببساطة جهزوا طواقم الإدارة ذات الكفاءة العالية قبل تجهيز صالات المطار. فما فائدة جهاز كمبيوتر أمام الموظف يكلف الدولة ملايين الريالات إذا كان الموظف لا يبتسم أو يتفانى في خدمة المسافر. ومطاراتنا لديها أكثر الفرص لتكون الأفضل في العالم.