في خبر تناولته وكالات الأنباء قبل فترة، أعلنت شركة «أمازون» الشهيرة عن خطط لتخزين بضائعها في أعماق البحار، بعد أن نجحت في تسجيل عدد من براءات الاختراع، لإنشاء مستودعات لتخزين بضائعها في الجو. حيث تقوم طائرات «درون» بنقل تلك البضائع للمستودعات الطائرة، ومن ثم إعادة شحنها للزبائن في مختلف بقاع الأرض.
الشركة العملاقة، أوضحت أنها ستقوم بإنزال بضائعها عبر المظلات أو شاحنات النقل أو الأحزمة الأوتوماتيكية تحت المياه، مضيفة إنها ستقوم بصف البضائع حسب الوزن، فالبضائع ذات الأوزان الثقيلة ستكون في الأرفف السفلى، بينما ستكون الأخف في الأعلى. ولأنه لن يكون للعنصر البشري دور في هذه العملية، فقد تم تزويد كل سلعة ببالون وبأسطوانة غاز لنفخ البالون كي تطفو السلعة المطلوبة فور ورود إشارة الطلب، مما يسهل التقاطها لتقوم طائرات الدرون بنقلها للزبون. بقيت معلومة مهمة، وهي أن أمازون حددت المساحة المطلوبة تحت الماء بما يقارب مليون متر مربع، بلا دفع لإيجارات أو رسوم أو طاقة. الشركات العملاقة، باتت تفكر خارج المنظومة التقليدية، وهي في طريقها لتغيير خارطة العالم تجاريا، مما يهدد تجارة التجزئة. ولعل الانفتاح المجتمعي بمختلف شرائحه المتسارع للتسوق من الأمازون، لأكبر دليل على أن تغييرات قادمة، ستؤثر عاجلا أم آجلا على مفهوم التسوق. كما أن المقارنة بين الأسعار بين السوق المحلي وما تقدمه أمازون، أصبحت جزءا من ثقافة الناس بما فيهم الأطفال، مما يعد جرس إنذار للتجار.
فكرة المقال جاءت مصادفة، بعد أن قرأت الخبر عن الأمازون وقبل ذهابي لصناعية «الثقبة» وتجولي فيها، حيث الفوضى، والورش السيئة، والشوارع الترابية، والعمالة السائبة التي تتعلم في سياراتنا. حال صناعية الثقبة، هو حال كل الصناعيات في معظم مدننا.
بين مخططي أمازون ومشرعي صناعية الثقبة، ما بين النور والظلام.
ولكم تحياتي