أزمة قطر ليست خلافا سياسيا ليكون حله على طاولة، ولا يوجد ما يستوجب التداول والتفاوض بمعناه الدبلوماسي، فحالة قطر تبدأ بالمطالب وتنتهي بتنفيذها كما طلبت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. لأنه حين يزعجك أحدهم بطريقة ما.. بكل بساطة ستطلب منه أن يتوقف ولن تفاوضه على نسبة وكم يمكنه أن يزعجك.
ـ المطالبة بعدم التدخل هو أمر مستقبلي ولم يكن بين المطالب كيف ستحاسب قطر على ما مضى.. فالكفّ وهدوء المنطقة هما الغاية والمطلب.
ـ قطر تغور في العلاقات مع إيران لتصبح منصة مشتعلة لها وذنبا لتصدير ثورتها ومشكلاتها، ولو سئل مواطن قطري أصيل لكره اسم إيران فكيف بوجودها.. ومعلوم أن إيران لديها هوس بإنشاء أذرعة وأذناب لها لتمرر أجنداتها وتحارب بالوكالة عنها. فهل السياسة القطرية خلت من فهم ووعي ذلك؟
ـ إيران دولة الإشعال والاشتعال حاضرة بقوة في المشهد القطري، ماذا ستفيد قطر إيران وهي دولة قطعت علاقاتها مع دول لإيران مطامع وإشكالات ورغبات خشنة ضدها.. فكيف يمكن أن تستثمر علاقاتها المنحرفة مع قطر في عدائها للمملكة بالذات؟
على ساسة ومستشاري الغفلة هناك ان يجيبوا عن السؤال.
ـ الحال ستكون إيران على حدود السعودية «ولن تقبل المملكة بذلك».. وهذا ما سيجعل خارطة السياسة مختلة وستُرسم بطريقة مختلفة تماما ومؤجِجة سواء قصدتها قطر أم لم تقصدها فذلك سيجعل من قطر دولة غير آمنة في حالة أي حدث مشبوه قد تصنعه إيران على منصة قطر ضد السعودية.
ـ أخطر وأسوأ القرارات الوطنية المصيرية تلك التي تتخذها دول متهمة ومأزومة تعيش في حالة التأزم السياسي، والواقع المشوّه، والتعقد الدبلوماسي، والارتباك في العلاقات الدولية.
ـ وفي أزمة قطر مع ذاتها ونظامها ومحاولاتها وقراراتها يبرز حجم التشتت السياسي عبر اتخاذها قرارات متسرعة لا حكمة فيها كالتفكير بإيجاد قاعدة إيرانية في قطر أو تعزيز ودعم ألوان عسكرية تتواجد على أرضها وتظن أنها مصدر حماية فهذا الأمر إن لم تلب قطر رداء الحكمة فذلك سيورّطها مستقبلا «فدخول حمّام الفوضى السياسية ليس كالخروج منه».
ـ التاريخ سيغتال سمعة وقيمة قطر إذا لم تغشاها الحنكة.. فتحوّلها باتجاه القطب الايراني الارهابي ودول الارتزاق سيثير أغبرة الأسى والذكريات الأليمة لاحقا.
ـ المؤكد أنه في حالة الخليج أن علاقات الشعوب هي أعمق وأقوى من العلاقات السياسية لذا حين يكون هناك حل ستتآلف الشعوب بسهولة.