الجمعية الخيرية لمكافحة أمراض الدم الوراثية بمحافظة الأحساء تبذل من الجهود الحميدة لاحتواء أمراض فقر الدم المنجلي الوراثي ما يدفع للإشادة بما تقوم به من خطوات للكشف عن تلك الأمراض واحتوائها بالمحافظة، لاسيما أن نسبة الاصابة بتلك الأمراض في الأحساء مرتفعة، وأضحى من الضرورة بمكان معالجة أوضاع تلك الأمراض والحيلولة دون تكاثرها وانتشارها.
والمعرض التعريفي الذي أنشأته الجمعية يعد لفتة هامة من اللفتات التوعوية للتعريف المتكامل بتلك الأمراض الوراثية وكيفية تجنبها والوقاية منها، وقد قيل في المثل السائر: الوقاية خير من العلاج، وهو مثل يترجمه هذا المعرض بحرفيته وبأبعاده الحيوية، فالتعريف بهذا المرض وأسباب الإصابة به سوف يجنب الكثيرين الوقوع فيه أو الاصابة به، وبهذا يتحقق مصدوق المثل وأهمية تحقيقه على أرض الواقع.
وثمة حلول مطروحة لمواجهة تلك الأمراض والتقليل من انتشارها تعمل الجمعية على الأخذ بها في الوقت الراهن وتكثيف الاهتمام بها خلال السنوات القادمة، وأهم تلك الحلول تكمن في التوعية بأمراض الأنيميا المنجلية واتخاذ كافة الأساليب الصحية للوقاية منها، وهو حل يكمن في أهمية تلك التوعية وأهمية انتشارها في المدن الرئيسية بالمحافظة وبكافة القرى التي يجب أن تصل إليها تلك الأساليب التوعوية.
زيادة المعرفة وزيادة الوعي بتلك الأمراض تمثلان أسلوبا صائبا وصحيحا لتجنب الاصابة بها، وتمثلان أسلوبا للوقاية منها قبل حدوثها، وما تقوم به الجمعية يدعم الأساليب والتوجهات الدولية التي تقوم بها الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ كافة الاجراءات الصحية الدولية لحماية الأجيال القادمة من الاصابة بتلك الأمراض، فتلك الأساليب تدل على خطورة تلك الأمراض وأهمية معالجتها بأشكال اقليمية ودولية.
وتهدف الجمعية بأنشطتها تلك الى توعية المجتمع والأفراد بالمشكلات الصحية الناجمة عن تلك الأمراض الوراثية وأهمية تجنبها ووضع البرامج الصحية الكفيلة باحتوائها لاسيما أن أمراض الدم المنجلي أو الأنيميا المنجلية من أكثر الأمراض شيوعا في منطقة الشرق الأوسط تحديدا، فنسبة الاصابة بتلك الأمراض في هذه المنطقة مرتفعة، ونسبتها في محافظة الأحساء مرتفعة بما يؤكد أهمية احتوائها ومعالجتها.
وهناك نقطة هامة وحيوية ضمن النقاط التوعوية التي أظن أن الجمعية غير غافلة عنها وهي أهمية الفحص قبل الزواج، وأعني بهذا الفحص الوقوف على خلو الزوجين المقدمين على الارتباط الزوجي من تلك الأمراض للتأكد من سلامتهما تماما منها، وهذه نقطة أظن أنها هامة جدا لاحتواء تلك الأمراض والتقليل من الاصابة بها، واذا ثبت اصابة الزوجين أو أحدهما بتلك الأمراض فلا بد من المعالجة قبل الارتباط كطريقة مثلى لاحتواء تلك الأمراض والخلاص منها.
هذه النقطة مهمة للغاية وأظن أن العاملين بالجمعية سوف يولونها اهتمامهم وعنايتهم، وأعتقد أنها ذات أهمية خاصة لاسيما أنها تمثل السبب الرئيسي لانتشار تلك الأمراض، وما لم يتم الفحص قبل الزواج فإن هذه المشكلة -إن صحت تسميتها بالمشكلة- ستبقى سارية المفعول ومنتشرة الى أن يتم العمل بمقتضى الفحص المطلوب، والعملية سهلة كما أظن، ولا بد من اتخاذها كوسيلة وحيدة أو لعلها أهم الأسباب لاحتواء تلك الأمراض والحيلولة دون تفشيها في هذه المحافظة.