لقد أنعم الله على قطر بالثروات. وبتلك الثروات كان بإمكان قطر ليس حكم بعض أقطار العالم، بل على أقل رصد، أن تتحكم بها، ليس بالهدم، ولكن بالذكاء. ليس بالشهوة للعظمة، بل بإعمال العقل العملي والعلمي. تبددت ثروات هائلة ولا يمكن أن أفهم لماذا، على تدابير لا منطقية، وبعيدة عن الحكمة، والحنكة في إدارة الثروات.
إن كان البعض في قمة السلطة القطرية يرون أن قطر تكبر مساحتها على كامل الخارطة العربية بدس أيادٍ مليئة بالمال في شؤون دولة أو دولة أخرى، فهذه أكبر غلطة ستكتب في تاريخ قطر السياسي والاقتصادي،
فمن يزرع الشوك.. لا يحصد عنبا.كان بإمكان قطر أن تستمر في خططها الإنمائية الكبرى في البناء والتعليم والقوة الاقتصادية. وما أستغربه جدا أن في قطر عقولا استطاعت تحقيق إنجازات كبرى وبزمن قصير، وأدهشت العالم بخطوطها الجوية، وبصناديقها المالية، وممتلكاتها النفيسة بأفضل مواقع بعواصم ومناطق العالم. ولا أدري كيف استدارت الإدارة السياسية بقطر إلى وحل ومستنقعات تمويل صناعة الحروب.. وهي الخطيئة التي ولغ بها كل من سفك دمًا بريئا بأي مكان بالعالم.كان بإمكان قطر أن تصبح امبراطورية ليس فقط اقتصادية بل حتى اجتماعية خيرية كونية. لو بذلت نصف المال الذي أُحرق بتغذية صناعة الحرب، في تمويل أعمال وفرق الاغاثة والبناء والتنمية والتطبيب في العالم، لأكدت صفاتٍ عن شعب قطر بأنهم- كما عرفناهم- من أطيب الشعوب وأكرمهم.
قرأت كتبا عالمية عن قناة الجزيرة التي شاعت بالعالم، وتصورت لو أن هذه القناة أديرت بعيدا عن التحزب السياسي التخريبي، وركزت على برامج العمل الفكري والابداعي والتوثيقي، وروّجت للمنجزات ومظاهر التطور بقطر، ولازمت الحياد الحقيقي الاحترافي.. لساهمت أيضا في صنع الامبراطورية القطرية.
كان بإمكان قطر أن تبني امبراطورية، ولكن بالمشاريع الإنمائية والاقتصادية، وبالحكمة.. وبالخير.