حسناً فعل عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالله المنيع، حين صرح بأنه لا يجوز إطلاق لفظ «كعبة» على الدول، لما في ذلك من سوء أدب مع الله ومع بيت الله في مكة المكرمة، كون الكعبة خصت ببيت الله الحرام ولا يجوز أن يشارك في هذا الاسم غير بيت الله.
لقد قطع الشيخ بهذا التصريح هراء الأبواق الإعلامية القطرية التي دأبت على وصف قطر بكعبة المضيوم، إمعاناً منها في خداع عواطف الناس ومحاولة إقناعهم بأن ما تفعله الدوحة هو إغاثة للملهوف ونصرة للمضيومين والمستضعفين. الملهوف والمضيوم والمستضعف يذهب إلى بيت الله في مكة ويتقرب إلى خالقه بالطواف حول الكعبة، إذ ليست الدوحة مزاراً دينياً ولا عتبة مقدسة يحج إليها من يريد رضا ربه وعطفه ورحمته وكرمه وإحسانه.
من السهل أن تخلق خطاباً إعلامياً تدغدغ به عواطف الناس ومشاعرهم لكن من الصعب أن تقنعهم بهذا الخطاب؛ خاصة إذا كنت تتجرأ على المقدسات وتحاول أن تضع دولتك في غير مكانها ووضعها الصحيح. ومسؤولية رجل الدين، كما فعل الشيخ المنيع، أن ينبه المخدوعين والغافلين إلى مثل هذه التصرفات والأقاويل التي زادت وتيرتها في الأزمة الأخيرة.
ما يليق بقطر، إن أرادت وصفاً دقيقاً لوضعها، أنها (ملاذ الإرهابيين) الذين تدافعوا إليها من كل مكان بعد أن عادوا بلدانهم وخربوها وأطلقوا فيها مدافع الفتن التي قسمت الناس إلى شيع وطوائف تتناحر على المذاهب والهويات.
الآن هم في قطر يحملون، بالمال والدعم القطري، نوايا تخريب ما تبقى من رمق للحياة في أوطانهم ولدى شعوبهم، ويحلمون بزعزعة أمن دول الخليج واستقرارها وسلامة شعوبها التي تجنبت مكاره الانزلاق إلى مطبات وحفر ما سمي اعتباطاً الربيع العربي. ولذلك اتخذت الدول الأربع الداعية لمحاربة الإرهاب قرار مقاطعة ملاذ الإرهابيين هذا، ليس فقط لصالحها وصالح شعوبها، بل لصالح قطر البلد والشعب الذي لا يستحق أبداً ما وضعه نظامه فيه وأجبره على قبوله.!!