ماذا نعرف عن علم النفس Phycology؟ ماذا نعرف عن الطب النفسي Psychiatry؟
الحقيقة أننا لا نعلم الكثير. وفي مجتمعاتنا خاصة يكثر التندر بالمشتغلين بعلم وطب النفس. بل يحلو للبعض حتى التندر بهم، ووصل الحال بوصفهم هم أيضا بعدم التوازن النفسي. وهذا ليس خفيا.
والحقيقة أن علم وطب النفس أي التحليلي والاكلينكي ما زال غير ساطع الحدود والتعريف في الدول المتقدمة. وإني أحب الاطلاع والقراءة في ما يكتب حول هذا العلم، وما زلت متأثرًا حتى قاع دماغي بالطبيب النفساني الراحل توماس هاريس الذي كان أسطورة علم النفس في القرن العشرين، من قراءة كتابه «I›m Ok-you›re Ik» التأسيسي عن علاقة علم النفس مع الفرد والمجتمع، وقال فيه إنه لا يتخيل أن يكون هناك تفسير قاطع في هذا العلم يلغي الجدل حوله، واعتبره علما طفلا ما زال يحاول التحرر من مهاده.
ولكن لطب النفس نجاحات مشهودة عندنا وإن كانت محصورة جدا لقلة الاخصائيين المتمرسين الجيدين، ولعكوف مجتمع يربط بين الجنون والعلاج النفساني عند التوجه لعيادات النفسانيين، أو أنهم لا يأخذونهم على محمل الجد.
إننا نحتاج بشدة للمحللين والأطباء النفسيين لتفشي الذهان النفسي، والعنف المرضي، والاكتئاب الخطير. وهذا أمر لا بد أن يعمل عليه المجتمعان الحكومي والأهلي معًا.
كما أننا نحتاج لمعرفة تثقيفية عن ما يجري في أدمغتنا، كيف يتصرف الدماغ ويخرج عن نمطه الاعتيادي؟ ولماذا؟ وما الأجزاء المسؤولة في ما يجري لنا وينعكس على تصرفاتنا وسلوكنا، واختلافات فهمنا لما يجري في حياتنا حقيقة أو وهما وهلوسة؟.
وهناك من قادوا دولا وهم يعانون أكبر الاختلالات الذهنية والنفسية.. ولكن لذلك حديثٌ آخر.