«هدفنا: هو تعزيز مبادئ الرعاية الاجتماعية وتطويرها، لبناء مجتمع قوي ومنتج، من خلال تعزيز دور الأسرة وقيامها بمسؤولياتها، وتوفير التعليم القادر على بناء الشخصية، وإرساء منظومة اجتماعية وصحية ممكنة». هكذا يجب أن تكون الأسرة السعودية بكافة مكوناتها على وعي برؤية بلادها الوطنية (2030)، لتكون شريكة في التحول الكبير الذي تشهده في كل مناحي الحياة. فـ«الأسرة هي نواة المجتمع، حيث إنها تمثل الحاضنة الأولى للأبناء، والراعي الرئيس لاحتياجاتهم، والحامي للمجتمع من التفكك» ثلاثة أهداف تتحدث عنها (الرؤية) يجب أن تنهض بها الأسرة، ومعرفتها لا تكفي لتحقيقها، بل يجب أن تتخذ لكل هدف عام أهدافا خاصة، وأن يكون لكل هدف خاص مؤشرات إنجاز، وأن تكون الخطة مُزمنة. ثم تحدد رؤيتنا الوطنية مصادر التلقي والتربية والإعداد لجيلها المأمول فتقول: «ولعل أبرز ما يميز مجتمعنا التزامه بالمبادئ والقيم الإسلامية» وتؤكد أن الميزة الأخرى ذات أبعاد نفسية عميقة، تمثل الرباط القوي بين أفراده: «وقوة روابطه الأسرية وامتدادها» ثم يأتي دور الدولة- وفقها الله- «مما يحثنا على تزويد الأسرة بعوامل النجاح اللازمة». وعوامل النجاح تبدأ من تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج، الذي صدر فيه قرار من مجلس الوزراء الموقر، لقيادة الأسرة نحو الاستقرار والسعادة والرفاه، والنمو المطرد، وتزويدها بآليات التربية في هذا الزمن المتشابك، «لتمكينها من رعاية أبنائها وتنمية ملكاتهم وقدراتهم». فالتربية ليست مجرد العيش مع الأولاد، بل هي قصر رعايتهم، وتنمية ملكاتهم وقدراتهم، ليكونوا مبدعين، منتجين، متوافقين مع أنفسهم، ومع بقية أفرادها، ومع مجتمعهم، ممتثلين لولاة أمورهم في كل ما فيه الخير لهم ولبلادهم. ثم: «ولنصل إلى هذه الغاية، سنعمل على إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية، كما سنعمل على مساعدتهم في بناء شخصيات أطفالهم ومواهبهم حتى يكونوا عناصر فاعلة في بناء مجتمعهم، وسنشجع الأسر على تبني ثقافة التخطيط بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة لها، وبما يمكنها من توفير احتياجات أبنائها والعناية بهم على أكمل وجه»، وهنا يأتي دور الجهات الأسرية التي ترعاها وتدعمها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، فلا بد أن تكون هي مؤهلة للقيام بهذه المهمة الإستراتيجية، من حيث المحتوى، ومن حيث القدرات المؤسسية، ومن حيث القدرات البشرية، يشترك في هذا التأهيل القطاعات الثلاثة: الحكومي والخاص وغير الربحي، وقد نصت على هذا التعاون والتكامل نصوص الرؤية في عدة مواضع. وحين نرتفع بمستوى الأسرة فسيكون عدد المؤسسات التي تعمل لتحقيق الرؤية بعدد الأسر. والدور الآخر هو للمؤسسات التعليمية والتربوية، ولكن دون حواجز بينها وبين الأسرة، ولذلك جاء النص: «سنرسخ القيم الإيجابية في شخصيات أبنائنا عن طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، مما يمكن المدرسة بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع، من خلال إكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة ليكون ذا شخصية مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديها القدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي، وسنعمل على استحداث مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية والرياضية عبر تمكين المنظومة التعليمية والثقافية والترفيهية».