عندما بدأت هيئة الحياة الفطرية عام 1406هـ قامت بعمل جبار من خلال 16 منطقة محمية في مختلف مناطق المملكة بهدف المحافظة على البيئة المحلية من حيوانات كانت مهددة بالانقراض، مثل الفهد العربي والمها العربي والغزال العربي والطيور وبعض أنواع النباتات التي لم نعد نسمع عنها حتى تمكنت من إعادة تكاثر جميع تلك الأصناف في بيئتها المحلية.
موضوع المحميات بلا شك فكرة رائعة وتعتبر المملكة من الدول الرائدة في هذا المجال الذي يحافظ على البيئات الطبيعية من عبث الإنسان، وأتذكر أحد الأقارب من كبار السن ذكر لي بعد أن قارب عمره المائة عام أنه في صغره وأثناء سفره من الرياض للطائف كان يشاهد قطعان الغزلان على امتداد النظر طوال الطريق، أما حاليا فالموضوع مختلف تماما حيث نسمع عنها فقط وربما لا نصدق أن الغزال كان موجودا في هذه المنطقة.
فكرة المحافظة على البيئات من حيوان ونبات بقوة النظام آتت أكلها بعد فرض المحميات وتسويرها من عبث العابثين، وها نحن نشاهد نتائجها الإيجابية بعد هذه السنين ولكن يوجد بعض البيئات التي تحتاج إلى المحافظة عليها من أعداء الطبيعة الذين يلوثون كل جميل ويهددون الأشجار بالقطع والعبث، ومن ذلك الغابات التي بدأت تتناقص تدريجيا في المملكة وربما لن نسمع عنها مع مرور الوقت إذا لم نتدارك الأمر بسرعة وتصبح في خبر كان، ويتحدث الكثير من المهتمين بضرورة ضم الغابات وأغلبها في المنطقة الجنوبية إلى محميات هيئة الحياة الفطرية ومراقبتها مع أهمية عدم منع المتنزهين من دخولها إذا التزم الزائر بضوابط الزيارة والمحافظة على الأشجار.
هذا الإجراء معمول به في بعض الدول المتقدمة حيث تقوم بعمل متنزهات بمساحات كبيرة تضم أجزاء واسعة من الغابات بقصد المحافظة عليها مع عدم منع المتنزهين من الاستمتاع بها بشرط التزامهم بالقيود المطلوبة، ونحن لدينا نحتاج لهذا الإجراء نظرا لقلة الغابات والمسطحات الخضراء.. فهل نفعل ذلك، الحل بيد هيئة الحياة الفطرية.