لكل مؤسسة دورة حياة، تبدأ من النشأة بالتأسيس وطرح أول منتج، ثم النمو عندما تلقى منتجات المؤسسة استحساناً وقبولاً من المستهدفين، ثم النضج عندما تبدأ المؤسسة بالاستقرار والمنافسة، ثم التحول وذلك عند الركود في الأداء والتراجع عن المنجزات والانشغال بالأماني وأمجاد الماضي وذلك بالتوجه نحو التوسع وتأكيد النجاح والتميز، ثم السقوط عندما تبلغ المؤسسة مرحلة الحضيض وتصبح غير قادرة على الأداء والمنافسة.
ولكل دورة حياة قائد، تبدأ من المؤسس الذي يؤسس المنظمة ويحدد انطلاقها من نقطة الصفر، ويتصف بأنه شجاع وقادر على التكيف، ومدرك بقوة لرؤية المؤسسة ومؤثر، ثم الطامح للنمو وهو القائد الذي «يزيد الضغط على دواسة المحرك» لتسريع معدل النمو المطرد للمؤسسة، ويترجم تطلعات القائد المؤسس نحو تحقيق الرؤية من خلال الأنظمة واللوائح اللازمة لتحقيق النمو والمنافسة، وهذا يتطلب درجة عالية من التركيز والتوجيه ومهارات عالية للتواصل داخل المؤسسة وخارجها، بالإضافة إلى القدرة على تحقيق التوازن بين الاحتياجات الداخلية للمؤسسة والخارجية، ثم يأتي القائد الداعم وهو رجل مرحلة نضج المؤسسة، بل قد يكون من قبله مدمراً إن كان لا يزال موجوداً، أو موجود بنفس مواصفات المؤسس والطامح، والقائد الداعم يحتاج إلى قدرة على التنبؤ والمرونة وضبط الأمور وتحقيق الاستقرار، والقائد المحوّل ويأتي دوره عندما تصبح المؤسسة غير قادرة على الاستمرار في النجاح، ويشبه دوره دور القائد المؤسس ولذلك يحتاج مواصفاته، حيث يقوم بتغيير أعمال واتجاهات المؤسسة وإعادة تحديد وتعريف مهمتها الأساسية، والقائد القاطع للعمل «Terminator» وهو الذي يرى أن المؤسسة وصلت إلى مرحلة النهاية الطبيعية فيقوم بإنهاء أعمال المؤسسة بأقل الخسائر وهذا يحتاج إلى مواصفات خاصة لا تتوفر لكل أحد. في أي مؤسسة، مهمة وضع الرؤية تقع على عاتق القائد المؤسس، وترجمة الرؤية تقع على عاتق القائد الطامح للنمو، واحداث التغيير التدريجي بتأكيد رؤية المؤسسة يقع على عاتق القائد الداعم، والتغيير الإيجابي في الرؤية يقع على عاتق القائد المحوّل.
والانتقال من مرحلة إلى أخرى، يحتاج إلى إدراك وشجاعة ومصارحة وتضحيات، وإن لم يتم في الوقت المناسب وبانسيابية ستتجه المؤسسة للفشل! كما أن بعض المؤسسات يجب أن تدرك أنها بحاجة للخروج من عباءة المؤسس لكي لا يتوقف عمرها!
معظم ما سبق هو عبارة عن مجموعة فوائد أخذتها من كتاب «دورة حياة القيادة، مطابقة القادة للمنظمات الناشئة» للمؤلف أندرو وورد.