لم نعد نستعجب من جسارة التناقض الذي تقع فيه بعض التنظيمات التي تدعي (إسلاميتها).. لم نعد نذهل من مقدار التدليس الديني الذي يروج له زعماؤها الروحيون..
كنت أستغرب على (بعض العقول) خاصة المؤثرة منها على الصعيد الجماهيري، والتي تمتلك درجة من الثقافة والعلم لا بأس بها، كيف لها أن تؤمن بفكر ديني سياسي يثير الاضطراب والفوضى وثبت بالمواقف كارثيته على الأمن والأنفس؟!! ولأننا لا نستطيع اختراق النوايا وافتراض أنهم منافقون، لهم أهداف معينة، كنا نعتقد أنهم ربما يكونون «مضللين دينيا» تعرضوا لخداع فكري مقنع.. أحسنا الظن حتى تكشفت الحقائق وأوضحت أنهم ينقسمون فئتين، فئة مرتبطة بمصالح مادية مع مثيري الفتن، وأخرى ليست لها علاقة بهذا النوع معهم، لكنها تناصرهم، ليس إيمانا بفكرهم ولا حبا فيهم، إنما كرها في الدولة السعودية، لأسباب حقدية شخصية يصاب بها عادة (المعتلون نفسيا) بالضغينة أو الحسد، أو لمواقف معينة تعرضوا لها في حياتهم لم يستطيعوا تجاوزها، فأسقطوا بلاها على السياسة والحكم.. أما الضعفاء كل الضعف، فهم من وجه قبلته الدينية والفكرية لرموز دينية أو سياسية تتحكم في توجهاته، وهؤلاء مساكين سذج يعتقدون أن مناصرتهم وتأييدهم لهؤلاء هو نصرة لدينهم أو مذهبهم.. نحن نعاني الآن فتنتين ، الأولى، فتنة الإخوان، والثانية هي الفتنة الإيرانية، ورغم أنهما تكشفتا بما فيه الكفاية ووضح تخبط ورياء وسوء نية من يحاول تأجيجها، إلا أن هناك فئة ساذجة مغلوب على وعيها من (المضللين) وليس الخونة، ينطلي عليها خزعبلات الدين المخلوطة بالسياسة التي يتم ترويجها!! نحن نتألم على حال المخدوعين، ولا أقسى علينا من مشاهدة أفراد تتحكم فيهم نوايا ونوازع خارجية تستخدمهم أدوات لتنفيذ مشاريعها السقيمة المعبأة بالفوضى والأنا وشغف السلطة والحكم والتوسع..
إنهم يجردون الأفراد من حب أوطانهم واستقرارهم وعيشهم بطريقة هانئة وطبيعية.. يضعفون قدرة الأفراد على الاستمتاع بالعيش الهانئ مع توافر كل أسبابه!! يصنعون الكراهية في نفوس الناس تجاه أرضهم التي تقدم لهم الأمن والاستقرار..
فهل هناك أشد فتنة من أن تعبئ فردا بالكره ليقتل ابن وطنه المسالم معتقدا أنه يفعل الصواب!!
جرائم المسورة وتفجير المساجد شاهدة على أكبر فتنة كراهية وتضليل استخدمت العقل البشري المعتل في تنفيذها..
وقفنا كثيرا مذهولين، معجبين، بذكاء العقل البشري وما أنتجه من معجزات، لكننا الآن وبعد كل هذا التقدم الإنساني سنقف مذهولين ولكن مشمئزين، من معجزات الغباء في العقل البشري، الذي استخدم كل سبله لتدمير ذاته والآخرين بطريقة آلية ميكانيكية متوحشة.. ولا يحدث هذا إلا إذا توافر غباء فادح ممزوج بقدر عال من الحقد والشر..