تبذل المملكة جهودا ضخمة في سبيل خدمة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة والحرص على راحة زوار هذين البيتين وتذليل كافة العقبات التي تعرقل راحة مرتاديهما، وتعتبر التوسعة السعودية للحرمين هي الأكبر على مر التاريخ الإسلامي وسيسجلها التاريخ بأسطر من نور ولا مجال هنا للحديث عن المبالغ الترليونية التي تم صرفها لتحقيق هذا الإنجاز، وهي ليست منة وإنما شرف خص الله به هذه البلاد لخدمة زوار بيت الله الحرام والحرص على راحتهم وطمأنينتهم، التي قامت بها ولله الحمد على أكمل وجه.
لم تغفل المملكة أي تقنية أو اختراع جديد يمكن أن يستفاد منه إلا وجلبته دون النظر إلى تكلفته المادية من جميع بقاع العالم.
هذه الجهود بحاجة إلى إبرازها وإظهارها للعلن ليس بقصد التفاخر أو التظاهر ولكن للرد على مَنْ يتهم المملكة بالتقصير في هذا الجانب، بالطبع الإعلام المحلي سواء المقروء أو المسموع أو المرئي يقوم بواجبه على أكمل وجه ويعمل تغطيات وبث مباشر من قلب الحدث مع الزوار والخدمات المستحدثة والتوسعات الجديدة وغيرها من منجزات تتم بشكل مستمر، ولكن تظل إدارة الإعلام في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هي المعني بالمقام الأول وهي التي تطلع على الجديد والتطورات أولا بأول وتعلم عن أنواع الاتفاقيات، التي يتم إبرامها لخدمة الحرمين الشريفين ومواقع التنفيذ، ومن المفترض أن يتم تزويد وسائل الإعلام بكل ما هو جديد وعدم الركون لجهد هذه الوسائل فقط، بل لا بد من تحرك فاعل لهذه الإدارة وبث أخبار وتقارير يومية إعلامية لجميع الصحف ووكالات الأنباء مستشهدين بالصور وإيضاح الجهود الجبارة، التي تبذلها المملكة في هذا الخصوص.
أتذكر قبل سنة تحدث أحد الأكاديميين عن أكبر مشروع في العالم -تم تنفيذه في الحرم قبل سنتين ولم يتحدث عنه أحد، واطلع عليه هذا الأكاديمي في موقع الشركة الأم، التي بثت الخبر ونقله بالتالي إلينا- مشروع نقل النفايات بطريقة الشفط دون أن يشعر بها زوار بيت الله الحرام أو تضايقهم، بينما من المفترض نحن مَنْ يتحدث عن ذلك.
أتمنى من معالي الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام للرئاسة تبني تجهيز منصة إعلامية وتزويدها بالكوادر المؤهلة لترتقي بهذا الجهد لما يستحق.