هناك مبدأ يستخدم في السياسة يقوم على فكرة رئيسة فحواها: أن يُدفع طرف ما إلى فهم الأمور على غير حقيقتها، ويتعمد استثمار فهمه الخاطئ، فيما يعود بالفائدة على الآخرين، مع الاحتراز ألا يُبنى على الفهم المغلوط سلوك يؤثر سلبًا على مصالح الجهة الدافعة.
الفكرة معقدة، كتعقيد السياسة في المجمل، ولكن تتبعها، وتلمسها على أرض الواقع يجعلانها واضحة كالشمس.
البداية من عاصمة دولة اقليمية، سَمع الناس في الفترة الماضية انها تحاول استعادة ما يقال انه ادوار هيمنة، واعادة بسط نفوذ على على المنطقة العربية بشكل خاص. الذي حدث في عاصمة تلك الدولة ان جماعة الإخوان المسلمين العالمية اقامت احتفالا لبضعة أيام تحت عنوان شكرًا شكرًا، حضر ذلك الاجتماع وفي تظاهرات خطابية وبلغة عالية النبرة ما يعرف برموز الإخوان في المنطقة العربية واذكر منهم القرضاوي وخالد مشعل، واخرين، وكان الكل يردد الحقائق مقلوبة ومغلوطة، ورفعت شعارات مثل الدفاع عن القرآن، والسنة، والشريعة، وبالجهاد والوقوف أمام القوى الطاغية!!
الاحتفالية الغربية تمت يوم ٢٤ يوليو، وكانت هناك إشارات عن الوضع في المنطقة وعن الأزمة مع قطر، وتعمد الإساءة للمملكة الدولة التي يعرف العالم بأسره دورها العربي والإسلامي دون أن يدخل الى هذا الميدان رجل، أو حزب، أو جماعة. ويكيل الإخوان المديح لملاذات جديدة بعد أن ضاقت بهم الدوحة للاسباب التي يعرفها الجميع، والرد الصاعق يأتي باللغة غير العربية، التي لا يفهمها الإخوان من العرب، ويؤكد أن الإخوان العرب اختاروا الوجهة الخطأ، فاحد المسؤولين الرفيعين في تلك الدولة، وله حوارات واضحة باللغة العربية قال: العرب يطلقون شعارات، ونعرات لا تخدمنا، نحن نريد إكمال مسيرتنا الديمقراطية، وهم أي أصحاب الشعارات والنعرات من الإخوان يريدون أن يلحقوا الفشل بديمقراطيتنا كما فشلت في بلدانهم.
ما أكثر العرب الذين يفهمون السياسة بالخطأ، ويستغلهم الآخرون، إلى وقت ما، ثم يتبرأون من جهلهم والفهم الخاطئ للأمور بكلمات بسيطة مثل «تشكر» أي شكرًا شكرًا.