مع انتهاء المسلسلات الرمضانية بانتهاء الشهر الفضيل، أصبح من الضروري تسليط الضوء على ما تحتويه تلك المسلسلات من مشاهد مرتبطة بالعادات السيئة كالتدخين، أو الخطيرة كإدمان المخدرات وترويجها.
هناك دراسة أجرتها إحدى الجهات المتخصصة في مصر، حول المسلسلات الرمضانية للعام الماضي، أكدت أن عدد الساعات التي ظهرت فيها المشاهد المرتبطة بالتدخين والمخدرات، بلغت 71 ساعة. وقد أكدت هذا الرقم الدكتورة نجوى خليل وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعيه المصرية.
أما هذا العام ومع نهاية المسلسلات الرمضانية، فقد انخفضت بشكل طفيف لتصل إلى 63 ساعة، من خلال 2261 مشهدا. منها 543 مشهدا للمخدرات، وهو ما يشكل ما نسبته 12% من المدة الكاملة للمسلسلات.
ورغم ما يخلفه ذلك من خطر، وما يتركه من أثر سلبي على المتلقين من الشباب والفتيات، إلا أن الأخطر هو في ما تصوره تلك المشاهد لمتعاطي المخدرات. فهم يظهرون أمام الأطفال والشباب في صور «خفيفي» الدم وأصحاب النكتة والسعداء دوما، ولا تظهرهم على حقيقتهم من ضياع وموت واعتداء على المحارم بما فيهم الأمهات، ناهيك عن أن معظم تلك المشاهد يتم تصويرها في المدارس والجامعات.
المسلسلات الخليجية، لم تكن بعيدة عن الدراما المصرية في الشهر الفضيل، وإن كانت بأقل من ذلك.
لقد تخلى «بعض» المنتجين عن مسؤوليتهم الأخلاقية، ولم يعودوا يهتمون بالتوازن الإيجابي المطلوب بين الحاجة الإبداعية والضرورة الدرامية من جهة، وبين المسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع من جهة أخرى. ولهذا فقد بات من المهم، أن تتدخل الجهات التشريعية والرقابية لسن قوانين ملزمة تحدد نسبة مشاهد التدخين والمخدرات، وحصرها في ضرورات العمل الدرامي، خاصة وأن الكثير من المشاهدين الشباب من الجنسين، يرون في هؤلاء الممثلين قدوة لهم، وفي تصرفاتهم وممارساتهم اليومية، واقعا لا يرون في تقليدهم له عيبا أو حراما أو ممنوعا. وكل عام وانتم بخير