ونحن نحتفل هذه الأيام بالعيد السعيد مع أهلنا وذوينا وأبنائنا بكل سعادة وفرح ــ ولله الحمد ــ ونعطي أولادنا النقود لشـراء ما يحتاجون لتكتمل سعادتـهم بهذه المناسبة، يجب علينا أن نتذكر أن هناك أطفالاً شـاءت قدرة الـمولى عز وجل أن يفقدوا والديهم وينشأوا أيتاماً لتتكفل بهم بعض دور الأيتام (في مختلف مناطق المملكة) ويعيشوا فاقدي الأب والأم، هؤلاء ربما في غمرة سعادتنا ننسى أنهم أطفال كبقية أقرانهم بحاجة للترفيه وأن لهم مشاعر وأحاسيس تحتاج منا العطف والرأفة بهم لنخفف عليهم وطأة فقد الوالدين ولنشعرهم أن المجتمع معهم في جميع المناسبات ولنعزز انتماءهم وثقتهم في المجتمع.
في أيام العيد تكثر الفعاليات التي تتطلب مبالغ مالية ربما تفوق ميزانية الكثير من أرباب الأسر التي تحرص على تلبية مطالب أبنائها في هذه المناسبة وعدم كسر خواطرهم وتحقيق أمنياتهم تحت أي ظرف، فما بالك هذه الفئة التي لا تمتلك شيئاً ولا يوجد لها معين. ولو تحدثنا بصراحة نعلم أن أغلب جمعيات الأيتام تعاني من نقص في السيولة وقلة في أعداد المتبرعين ومن الطبيعي أن تقف مكتوفة الأيدي ولا تمارس نشاطاً ترفيهياً لهؤلاء الأيتام وربما مرت المناسبات دون أن يشعروا بها، ولذلك لابد من تحرك جدي وبالأخص من (هيئة الترفيه) لعمل برامج لهذه الفئة وإشراكهم في المجتمع والترويح عنهم ليس في العيد فقط وإنما على مدار العام، وتستطيع الهيئة تحقيق ذلك بوضع الأيتام ضمن فئاتها المستهدفة في جميع الفعاليات في كافة المناطق وضرورة تخصيص مقاعد وتذاكر لهم مجاناً لتخفيف الإنفاق على الجمعيات من جهة وأيضاً تحويل مبالغ هذه التذاكر التي ربما تنفقها دور الأيتام على الدخول إلى مصروف نقدي يعطى لهم لشراء ما يحتاجون من مشروبات وأكل خلال فترة الترفيه.
يقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فيما معناه (أنا وكافل اليتيم كهاتين) وأشار بالسبابة والوسطى للتأكيد على عظم هذا الأمر فلندخل الفرحة في قلوب هؤلاء المساكين وندعمهم مادياً أو نشاركهم أفراحهم بالزيارة واصطحاب أطفالنا وعدم نسيانهم في غمرة فرحتنا.