أكدت مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بولاية العهد عمق العلاقة الأخوية بين القائدين، فهي من جهة تعبر عن رضا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وقبوله وطاعته لولي الأمر وهي طاعة يراها سموه واجبة، ويؤكد ذلك ما عرف عنه من مناقب القيادة في مواقع المسؤولية التي تحملها وخاصة المسؤوليات الأمنية التي يظل دوره في تحملها دورا مشهودا ومقدرا، كما أن ما عبر عنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن بالغ الاحترام والتقدير من خلال ما شهده العالم كله من احترام سموه لأخيه الأمير محمد بن نايف وهو احترام لا يضاهيه إلا احترام ولد لوالده لأن سموه أيضًا يدرك مكانة الرجل ويقدر جهوده ودوره أكبر تقدير.. ثم تتابعت بعد ذلك ردة الفعل المعبرة عن المبايعة والتأييد من الأمراء والعلماء وكافة أبناء الشعب السعودي الذين يرون طاعة ولي الأمر واجبة ويثقون أيضًا أن القرارات والأوامر الملكية السامية هي دائمًا في صالح الشعب السعودي ومن أجل مستقبله واستقراره وتقدمه.
وكعادته في مثل هذه المواقف يثبت المواطن السعودي ولاءه لوطنه وثقته بقيادته ولا يقتصر ذلك على من هم في مواقع المسؤولية، بل أيضًا يثبت المواطن العادي هذا الانتماء الوثيق الذي يميز أبناء هذا البلد ويضرب المثل في الوحدة الوطنية التي تجمع كافة مكونات هذا الشعب الذي جمع الملك المؤسس -يرحمه الله- شتاته، فلم تتوحد أرضه المترامية الأطراف فقط، بل توحدت مشاعر أبنائه وانصهرت مكوناته شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا بكل تنوعاتها القبلية والاجتماعية بل وحتى المذهبية أيضًا، فغدت جسدا واحدا يستعصي على كل محاولات شق الصف وإثارة الفرقة.
وإذا كانت بعض الجهات التي لا تتمنى الخير للمملكة وشعبها تحاول أن تتصيد في الماء العكر وتحاول تفسير أي حدث أو تغيير إيجابي وفق مآربها وغاياتها لن تتأخر في انتهاز مثل هذا الحدث الهام في تاريخ المملكة ومحاولة اختلاق التفسيرات وبث الشائعات فإن الرد عليها هو ما شهدناه من وقوف أبناء الوطن صفًا واحدًا لمبايعة سمو ولي العهد، والتي كان أبلغها وأكثرها إفحامًا لمثل هؤلاء المروجين مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الذي سيظل دوره في خدمة الوطن وأمنه واستقراره يذكر فيشكر، وقد أضاف إليه بمشاركته مبايعة خلفه ودعائه له بالتوفيق والسداد، المزيد من معاني المروءة والرجولة. كما أن إجماع الشعب على مبايعة سمو ولي العهد سيظل صورة مشرقة لأبلغ رد على كل من لا يتمنى الخير للوطن وأهله، ولتظل وحدتنا الوطنية ومبايعتنا لقيادتنا الحكيمة مثالا يحتذى وقدوة تقتدى.