كل من تحدث أمس عن تسمية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد ذكر أنه هو مهندس رؤية المملكة 2030 الخاصة بمرحلة ما بعد النفط. تم التذكير، أيضا، بأنه باني التحالفات الإقليمية والدولية المؤثرة، التي أصبح لها حضور وفعل حقيقي خلال أقل من ثلاث سنوات. هو، مؤخرا، صانع مؤتمرات القمم الثلاث التاريخية في الرياض وما تلا هذه القمم من تغير واضح وحاسم في أجندة محاربة الفكر المتطرف والإرهابيين على أساس قاعدة تجفيف تمويل هذه الأجندات في كل مكان من العالم. كل هذا أعتبره، كما اعتبره غيري، إرهاصات لما ستكون عليه صورة المملكة في السنوات القليلة القادمة.
بعد صدور قرار تسميته وليًا للعهد عبر مواطنو المملكة، عبر وسائل التواصل بالذات، عن امتنان وتقدير كبيرين لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ودوره الوطني في محاربة الإرهاب والقضاء على الإرهابيين. وفي ذات الوقت أبدوا تفاؤلًا كبيرًا بالمستقبل الذي سيواصل ولي العهد الجديد وضع خططه وملامحه. ذلك المستقبل الذي ينتظرونه لأولادهم وأحفادهم في بلد يسرع خطاه نحو التحديث وإيجاد بدائل اقتصادية حقيقية عندما تنضب آخر نقطة نفط.
شخصيًا التقيت سمو الأمير محمد بن سلمان مع مجموعة كتاب. ووقتها خرجنا من عنده، بعد حوالي أربع ساعات من النقاش، مبهورين بإلمامه بكل هذه التفاصيل الخارجية والداخلية، ووجود جواب مقنع على كل سؤال توجهنا به إليه. وما كان أكثر أهمية في ذلك اللقاء، كما هي لقاءاته التلفزيونية المباشرة، أنه يتطلع إلى مملكة تتمتع بصحة تنموية جيدة وتعرف كيف تستغل ثرواتها، بما فيها ثروتها البشرية، وتسخرها لتواصل مسيرة الرفاه التي عرفها أبناؤها في العقود الأخيرة.
هناك، بلا شك، مرحلة سعودية شابة جديدة سيطول وقوف المراقبين والمحللين أمامها، وما يهمنا نحن، كسعوديين، أن بلدنا في أيدٍ حريصة وأمينة، وأنها تأخذ قرارات انتقال السلطة فيها دون ضجيج أو صعوبات كما يحدث في بلدان أخرى، مجاورة وغير مجاورة.