DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الملك يجدد إدارة بلاده ويشدّ عضدها بحيوية الشباب

الملك يجدد إدارة بلاده ويشدّ عضدها بحيوية الشباب

الملك يجدد إدارة بلاده ويشدّ عضدها بحيوية الشباب
الملك يجدد إدارة بلاده ويشدّ عضدها بحيوية الشباب
أخبار متعلقة
 
بوسعنا، وبوسع أي مراقب منصف أن يطلق على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله ـ لقب المؤسس الثاني، والذي تعامل مع الوقائع منذ تسلمه مقاليد الحكم في مطلع عام 2015م برؤية ثاقبة وحكيمة، حيث استطاع بحنكته وتميز إدارته للأمور نقل السلطة في المملكة إلى الجيل الثاني من أبناء الملك المؤسس، ودفع الشباب إلى سدة المسؤولية في خطوة بالغة الأهمية، أدركتْ أن العصر الحديث بتقنياته وأدواته وإعلامه الجديد إنما هو عصر الشباب، وعلى الدول التي تريد أن تضمن لنفسها مكانة مرموقة في صفوف المقدمة أن تعتمد على سواعد شبابها الذين يجيدون لغة هذا العصر، ويعرفون كيف يتعاملون مع أدواته، لذلك جاء ترشيح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان كولي لولي العهد، ونائب ثان لرئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع في بادئ الأمر، جاء كترجمة لهذه الرؤية الدينامية التي تستهدف تجديد دماء البلد، ودفعه إلى منصات الرقي والتقدم باستثمار حيوية شبابه وقدراتهم التي أثبتتها التجارب، وقد استطاع سموه الكريم وخلال فترة وجيزة أن يقدم نفسه لقيادته ولمواطنيه بصورة الشاب الملهم القادر على استيعاب طموحات جيله، وترجمتها إلى مشاريع وإلى إنجازات، فكان أن قدّم مشروعه (رؤية السعودية 2030) والذي فتح أبواب التطلعات والأحلام أمام شباب المملكة، والذين تفاعلوا معه بقوة وبكثير من الإيجابية، مما جعل سموه أنموذجا في عيون شباب الوطن، خاصة في ظل قدرته الفذة على استقطاب الجميع إلى مشروع الرؤية، بتفوقه المشهود في إدارة الحوار المباشر عبر لقاءاته المتعددة بفئات المجتمع، والتي اتفقت كلها بمجرد خروجها من لقائه بأن مشروع الرؤية، ومشروع التحول الوطني إنما هو مشروع الوطن، بل مشروع المستقبل المضيء بمشيئة الله، وقد شهد العامان الماضيان الكثير من الانجازات التي أعادت هيكلة الاقتصاد الوطني، ووضعته على سكة الاستثمارات المجزية خارج خط النفط الأحادي، إلى جانب ما شهدته من نجاحات في مواجهة تحديات انخفاض أسعار البترول، وفتح قنوات الاستثمار في مصادر قوة المملكة وميزها النسبية، الأمر الذي جعل الدولة تستأنف كافة مشاريعها بنفس القوة، وتحافظ على مكانتها ضمن أقوى الاقتصادات العالمية، وكانت هذه النجاحات بمثابة شهادة التزكية لهذا الأمير الفارس الشاب الخلوق الذي أجبر الجميع على احترامه، واحترام عقليته، وقدراته القيادية، وأدهش كبار ساسة العالم الذين تنبؤوا له مستقبلا زاهرا، كما عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلال أحد لقاءاته بسموه. هذا إلى جانب الكثير من الملفات الكبيرة والمعقدة التي تصدى لها سموه، والتي استطاع أن يديرها بكثير من الحصافة والاستبصار، كملف محاربة الإرهاب، وحماية الأمن القومي العربي، والعديد من الملفات الداخلية التي تهتم بالرفاه الاجتماعي، وتحسين مستوى المعيشة ومحاربة البطالة، ودعم خطط الإسكان وغيرها من الملفات التي لا يزال يبلي فيها سموه بلاء حسنًا. وتأسيسا على هذه المعطيات، واتساقا مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الذي أخذ على عاتقه تجديد شباب المملكة، ونقل السلطة فيها إلى الشباب، كان ولا بد أن يحظى سمو الأمير محمد بن سلمان بتقدير مواطنيه، وبالأخص من فئة الشباب الذين وجدوا فيه عراب أحلامهم، وقائد تطلعاتهم، ما أكسبه ثقة القيادة، ليتم اختياره مؤخرا وليًا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرًا للدفاع، في خطوة يرى فيها الكثيرون أنها تصب في مصلحة صناعة الاستقرار في المملكة، ومصلحة دعم التوجهات باتجاه بناء مستقبل اقتصادي متعدد الوجوه، ونقل اقتصاديات البلاد إلى محطات أكثر دفئا، وأكثر قدرة على التفاعل مع الاقتصاد الدولي ومتغيراته. إلى جانب ضخ المزيد من الدماء الشابة في مفاصل العمل السياسي والاقتصادي للاستثمار في عقول شباب الوطن وكفاءاتهم، كما أن اختيار سموه الكريم وبما يمتلكه من حيوية الشباب سيؤسس حتما إلى ملحمة جديدة من ملاحم التطوير والتغيير المحسوب الذي سيحافظ على ثوابت المملكة، وتقاليدها الراسخة، لكنه سيفتح الباب في المقابل لاحداث النقلات النوعية في مختلف مفاصل العمل التنموي التي سيكون من شأنها بالتأكيد فتح فرص العمل أمام شباب وشابات الوطن، والقضاء على البطالة، وهي مسائل حددتها الرؤية بشكل دقيق، وفتحتْ كل الطرق إزاءها. وبهذه الخطوة النابهة يقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أضخم عملية تأسيس جديدة، تسعى لوضع المملكة على قضبان متينة من الاستقرار، والقدرة على استشراف المستقبل والتفاعل معه، ورسم الخطوات باتجاهه لا بناءً على ردود الأفعال، وإنما استنادًا إلى رؤية مدروسة تحسب لكل شيء حسابه، وتتعامل مع المتغيرات وفق خطط استباقية، وحتما سيكون من السهل تنفيذها طالما أن صاحب الرؤية ومهندسها هو من سيقود الدفة، ويباشر تفاصيلها بنفسه من موقع المسؤولية، وبتوجيهات المؤسس الثاني، وقائد النهضة المباركة الذي استطاع بحنكته رغم كل الملمات التي صاحبتْ وصوله إلى الحكم أن يواجه كل المخاطر والتحديات بالعزم والحزم والصرامة، وأن يجنب بلادنا الكثير من المشاكل، حيث كان يحفظه الله يحارب أعداء الأمة والوطن بيد، ويبني الأسس الجديدة لبلاده باليد الأخرى، وهذه سمة الزعماء الأفذاذ الذين لا تلهيهم الأحداث الجسام مهما عظمت عن الحفاظ على مستوى معيشة مواطنيهم، وبناء مستقبلهم. بالتأكيد.. سنكون بحول الله أمام مرحلة جديدة، مرحلة تتبدى فيها صورة المملكة بطموحها الذي لا يعرف السقوف، والذي يريد أن ينقل هذا الوطن وشعبه بعد أن منّ الله عليه بالكثير من النعم، إلى مستوى منافسة الآخرين في العالم الأول بنقل الاستثمارات، واستقطاب الصناعات المتقدمة، وبالتالي ضمان مستقبل الأجيال القادمة بعيدًا عن الرهان على سلعة النفط كمصدر وحيد للدخل الوطني، خاصة وأننا نمتلك كل الميز النسبية التي تؤهلنا لمنافسة الآخرين بكل قوة واقتدار. وهنالك جانب آخر مضيء في عملية اختيار سمو ولي العهد الجديد، وهو بفضل الله ومنته خاصية سعودية نفخر بها في هذا الوطن قيادةً وشعبًا، وهو الانتقال السلس للتكليفات القيادية، والمقطع المصوّر الذي ظهر فيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف قاهر الإرهاب، مع شقيقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وهما يتبادلان البيعة والتهاني فيما بينهما، يكشف عن حجم الأسس التي قامت عليها هذه الأسرة الحاكمة كمؤسسة سياسية يزيد عمرها على الثلاثمائة والخمسين عاما، والتي لا تشغل فيها المناصب كمغانم، وإنما تشغل كرسالة وطنية كلما ترجّل منها فارس قام مكانه فارس آخر ليواصل أداء الرسالة الوطنية التي حافظتْ بفضل الله ولا تزال تحافظ على استقرار هذا الوطن وترابط قيادته وشعبه تحت راية التوحيد، والإصرار على المضي قدما في حماية هذه الراية، وهذه الأرض، وهذه القيادة لخير الوطن والشعب والأمة. حفظ الله بلادنا، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والرقي والمستقبل المضيء.