بخطوات سريعة وواثقة يفاجئنا هذا الوطن العزيز بتغييرات تبشرنا بالخير القادم الذي يتحراه الجميع للوطن والمواطن تحت ظل قيادة ثابتة ومتماسكة كالبنيان المرصوص، ذلك البناء الذي وضع أساسه القوي الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه).. إن ما يحدث اليوم هو أيضا وضع لبنة أخرى في جسد هذا الوطن، لبنة ترفع البناء وتوطد دعائمه، فنحن اليوم على مشارف الدولة السعودية الرابعة. الدولة التي يضع فيها الشباب أكفهم فوق بعضها بعضا لدفع البلاد إلى مزيد من الخطوات التطويرية التي يتطلع لها الجميع تحت ظل قيادة حكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث حكمة الشيوخ التي فتحت الأبواب لحماس الشباب وطاقاتهم وقدراتهم.
اليوم بزغت شمس جديدة على البلاد تؤكد تماسك الأركان في الأسرة السعودية الحاكمة التي باركت هذا التغيير بعد أن اتفقت عليه ورأت فيه خيرا للوطن والمواطن وتؤكد من خلاله أن المملكة العربية السعودية تتجه للمستقبل بخطى مدروسة ومتفق عليها، وكما أبهرنا العالم في الانتقال السلس للسلطة في السابق نبهرهم اليوم بسلاسة هذا الانتقال لولاية العهد من محمد بن نايف إلى محمد بن سلمان وهو أمر اهتزت له أبداننا نحن أبناء الوطن ونحن نرى محمد بن نايف يسأل الله العون لمحمد بن سلمان ويربت على كتفه بكل ود وأخوية قائلا: «سأرتاح اليوم وأنت الله يعينك».
لقد كان محمد بن نايف حينذاك يربت على كتف كل مواطن سعودي ويطمئنه ويبارك له هذا التغيير. فكيف سيكون أثر هذا الموقف على من يتحينون الفرص للإساءة للوطن من الذين يحرضون وينطلقون في كل ما يقولونه ويفعلونه من أحقاد غريبة لا مبرر لها. اليوم سيفاجئهم هذا التماسك ولن يفهموه ولا يهمنا ذلك فنحن في غنى عن تفهم من لا يفهم كيف تبنى الدول كما تعلمناها نحن من الوالد المؤسس (رحمه الله) الذي عمل على التوحيد لا الفرقة في الداخل، وعلى مد يد العون والوفاق مع الخارج، وعلى التأني والحكمة في التعامل مع كل مسيء، فالتاريخ يذكر كيف تعامل -رحمه الله- مع الأتراك حين انتصر عليهم وخرجوا من الأحساء والقصيم وهم بأمان إلى ديارهم. ويذكر التاريخ أيضا كثيرا من الأحداث العظام التي مر بها الملك المؤسس والأبناء من بعده والتي عولجت وما زالت تعالج بكثير من الحكمة انطلاقا من رغبة أكيدة في البناء والاستمرار القوي والوقوف في وجه الريح حتى تمر مهما كانت عاصفة، فالهدف هو استقرار البلاد وبناء المواطن السعودي الذي نراه اليوم في صورة من أجمل الصور التي تمثل التلاحم الوطني ضد كل شر يراد لهذه الأرض وهذا المواطن.
اليوم نودع محمد بن نايف رجل المهمات الصعبة، الرجل الذي وقف في وجه الإرهاب بصلابة غير معهودة شهد لها القاصي والداني حين نجح في قصقصة أجنحة الإرهاب حتى تراجع ذليلا ومنكسرا رغم محاولاته البائسة للاستمرار. نودعه اليوم بكل شكر وتقدير على كل ما قام به من أعمال حفظت بفضل وعون من الله السور الداخلي للبلاد من كثير من الشرور ليكون اليوم آمنا وممهدا لجموع الشباب وطاقاتهم المتجددة التي تتجدد بها البلاد وقد فتحت لهم أبواب الدولة لتبدأ مرحلة جديدة نسأل الله أن يبارك فيها وفيهم.