رغم أن ما قاله الأستاذ فايز المالكي كلمات بسيطة وقليلة حيال عدم التبرع للجمعيات والأوقاف التي تبث إعلاناتها عبر القنوات الفضائية، إلا أنه حرك مياها راكدة كان المجتمع في الماضي يتحدث عنها بتحفظ. ألا وهي ما مصير التبرعات التي تأخذ طريقها إلى كل مؤسسة من المفروض أن يكون لها دور في القضاء على العوز والفقر ومساعدة كل أسرة محتاجة؟.
فمن خلال نظرة سريعة الكل يعلم بسخاء المواطن السعودي وحبه لفعل الخير من خلال الكثير من السبل، وفي نفس الوقت نرى أعدادا كثيرة من الجمعيات الخيرية التي في الواقع من الأفضل أن تكون كلها مدموجة مع بعضها خاصة أننا دخلنا عصر التقنيات والاتصالات الحديثة التي من الممكن أن يكون هناك اختصار في أعدادها لكي يكون من السهل والأفضل أن يتم توجيه التبرعات إلى جهة واحدة مما يعطيها قوة أكبر للتعاطي مع المحتاجين بدلا من تشتت الجهود، وكذلك يكون من الأسهل والأفضل أن تكون هناك قائمة من المحتاجين لدى مصدر واحد. فالمواطن العادي يلاحظ أن هناك أيادي كريمة تمد يد العون حتى من محدودي الدخل للكثير من الجمعيات ولكن يلاحظ الكثير غياب الشفافية من بعض الجمعيات خاصة فيما يخص المصاريف الإدارية.
وأما في الوقت الحالي وفي هذا الشهر الفضيل فنحن نرى الكثير من موائد الإفطار في كل مكان في المملكة تقوم بإفطار مئات الألوف من غير المواطنين بمبالغ تصل إلى ملايين الريالات في وقت بالإمكان أن يكون هناك آلية موحدة لإفطار الصائم بحيث من الممكن التقليل من النفقات وتحويل الفائض للأسر المتعففة والتي قد تكون تقطن في نفس محيط مخيم إفطار الصائم.
وهناك أمر آخر بخصوص أي جمعية خيرية وهو أنه كلما وضح نشاطها وزادت شفافيتها كان ذلك محفزا للكثير من أجل التبرع ومد يد العون للجمعيات الخيرية أو أي جمعية تعني بمن هو محتاج.
وهناك سؤال يطرحه الكثير وهو هل هناك قوائم حقيقية في أعداد الأسر المحتاجة والتي من الممكن حصرها من خلال تنسيق بين أكثر من جهة لتكون مرجعا للجمعية الخيرية ومصلحة الزكاة والدخل. فكما نرى ونعلم بأن هناك مبالغ تصل قيمتها بالبلايين سواء لمصلحة الزكاة أو للجمعيات والمؤسسات الخيرية، ولا بد من الشفافية في التعامل مع آلية الصرف ولمن صرفت وكذلك المحافظة على مداخيلها.
إن المجتمع السعودي معروف عنه حب الخير ليس فقط لأبناء الوطن، بل وللجميع، وهناك ولله الحمد وفرة في الخيرات التي لو تم استغلالها بطرق أفضل لأصبحت هناك إمكانية أكبر للقضاء على الفقر والعوز أو التقليل منه. ولكن وفي الوقت الحالي كما ذكرت هناك ضرورة في تغيير نمط عمل المؤسسات والجمعيات الخيرية وضرورة وضع آلية للتغيير الإداري لكي يكون هناك تغير في نمط الإدارة وأساليب التعامل مع كل مستجد.