تكثف وزارة التجارة والبلديات من جولاتها الرقابية في شهر رمضان الكريم على المطاعم ومحلات الخضار والأغذية ودكاكين التجزئة والسلع بجميع أنواعها، وهذا جهد رائع يشكرون عليه، ولكن لماذا في رمضان فقط، حيث يتساءل الكثير: هل الغش في هذا الشهر الفضيل وباقي الشهور تخلو من الاحتيال؟ ما تم اكتشافه من حالات النصب في رمضان يؤكد أن أضعافه في باقي الشهور وأننا طوال الاحد عشر شهرًا الباقية نتعرض لأبشع أنواع الغش، والجهتان الرقابيتان تغطان في نوم عميق، يقول أحد المستهلكين لو قامت هذه الجهات بنفس عملها الدؤوب في بقية الشهور فلن نجد حالة احتيال واحدة في كافة مدن المملكة.
عمومًا في هذه الحملة التي نتمنى أن تستمر طيلة العام لاحظ الكثير من خلال الفيديوهات المتداولة أن أعضاء الجهات الرقابية يتحدثون عن المصانع والمواقع المخالفة باستحياء ولا يعرضون (الوجه) ولا اسم المصنع أو المحل ربما خشية على مشاعرهم وكأنهم المظلومون والضحية والمستهلك هو الجلاد، بينما في الواقع يعتبر التشهير أسلوبا عقابيا رادعا يجب تطبيقه في حق من تجنّى على الناس وأكل أموالهم بالباطل، والكثير من المجتمعات تطبق هذا العقاب كما توجد له إشارات في التاريخ الإسلامي، حيث يتم اركاب المخالف حمارًا ويُطاف به في الشوارع ليتعرف عليه الناس ويحذروا منه.
من ضمن ما اكتشفته الحملة محلات تبيع ذهبا مطليا بقشرة الذهب فقط وبداخله حديد، حيث يذكر لي أحد الأصدقاء أنه قام بالشراء مؤخرًا من بعض المحلات في العاصمة الرياض، وذكر التقرير ان المحلات في أحد المولات المشهورة بالرياض ولا يعلم أين السوق ولا اسم المحل، ومن المفترض التشهير بهذا الموقع ليحذر منه المستهلكون وليستطيع مقاضاته مَن تبضع منه سابقاً والوضع نفسه ينطبق على المطاعم ومحلات التجزئة والأغذية فلا تجاملوهم على حساب صحة المستهلك ووقته وماله.