تضع المكياج وتذهب للأسواق وتنتظر نظرات الإعجاب وتريد أن تلفت النظر لها وتقول أنا أثق بنفسي!
تأخذ بيد زوجها وتذهب به للأسواق وتقع عينه على الكثير فتقع المشاكل وتنتهي أحيانا بالانفصال وتقول: أنا أثق بزوجي! يرفض أن يأخذ أخواته للأسواق ويقف أمام الأبواب ويتطلب حراس الأمن حتى يدخل السوق ويتصيد لبنات خلق الله ويقول: أختي ليست كهؤلاء أختي عفيفة! متزوج تعلو ضحكاته بكل مكان وعيناه لا تكاد تفارق النساء ويقول: الحمد لله زوجتي متسترة بالمنزل. تحفظ القرآن وفي كل محفل تردد أنا حافظة للقرآن ولكن لا يسلم أحد من لسانها، وتقول: النصيحة واجبة! صاحبة واجب وتستقطب كل جار جديد وتغدق عليه من الحب الشيء الجزيل وحين يختلف معها بأي شيء تعلن العداء عليه وتقول: باب يجيك منه ريح سده واستريح! تتحدث في جميع المجالس بأنها إنسانة عادلة محبة جميلة الخلق تساعد الجميع ذات صبر وحين تقبل على أقاربها يكون العكس تماماً وتقول: الناس ما لهم إلا الظاهر!.
إن بدأت بالدبابيس فلن أنتهي أبداً، وهذا المقال سيقرؤه من يريد أن يقرأ ومن لا يريد لن يقرأ لأنه لا يرى للقراءة معنى وللدبابيس وخزة، لن يرى معنى هذا الدبوس ولن يقرأ ليصلح حاله وحال أسرته ومنها ينصلح هذا المجتمع حيث أصبحت الأخلاق والأشكال أمورا ظاهرة للبشر والداخل أسوأ من السوء نفسه. أصبح الكل حدوده منزله وأبناؤه فقط، ترك لهم الحرية في أن ينجرفوا وراء المجتمعات التي تبحث عن كل أمر بعيد عن صلة الرحم والصبر عليهم، أصبح يبحث عن الراحة ويبتعد عن العمل ويبحث عن كسب الأموال بسهولة، في حين أن المجتمعات الأخرى تربي أبناءها على العمل القوي والكسب. ويقولون: لن ندعهم يعيشون شظف العيش كما عشناه ويعانون كما عانينا! وكأن هؤلاء الآباء لا يرون ما آلت إليه هذه الدنيا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن» فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت».
حب الدنيا.. حب الدنيا.
هل من مشمر.. هل من مغير.. هل من مدرك عاقل.. هل من إحساس بوخزة الدبوس!
دمتم بخير.