قطريون أو غيرهم لا يمكن أن يكون الموقف مع قطر سوى الوقوف مع الباطل؛ فكل الوثائق والدلائل والتصرفات من عام 1995 إلى الآن تؤكد أن النظام القطري لم يكن لديه شغل سوى تهديم الأمن القومي العربي وتهديد المصالح الوطنية لجيرانه وأبعد من جيرانه في مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا إلى آخره. وكلما حاول الزاعقون والمريدون إطفاء ملف قطري سيئ انفتح ملف آخر أشد وأنكى في إدانة الحكومة القطرية التي أدارها أشخاص يعيشون حقدًا مركبًا على أشقائهم ويتربصون بهم الدوائر في كل مكان.
تعرية النظام القطري على هذه الصورة، الكاملة وغير المسبوقة، تحرج حتى من يحبهم ويحب ملايينهم، إذ لا يُتصور أبداً أن تكون التصرفات والارتكابات على هذا النحو الذي يريد أن يقوض كل أمل خليجي أو عربي بالنفاذ من مخاطر اليوم التي تحدق بنا من إيران ومن غيرها من التنظيمات الإرهابية التي ترتع وتصب مزيدًا من الزيت على النار لتشعل المنطقة وتهدد سلامة أنظمتها ومجتمعاتها. ليس بوسع أفصح مدافع عن قطر أن ينكر التسريبات الشنيعة للأمير الوالد ورئيس وزرائه السابق حمد بن جاسم في حق المملكة ونظامها والوعد بسقوطها بعد سنوات!! وليس بوسع أحد أن يمحو ذلك الفيديو الذي ظهر به قائد القوات الخاصة القطرية الحالي، حمدعبدالله فطيس، الذي تفاخر بتدخل بلاده في الشأن الليبي ورفع علمها أمام دار القذافي في العزيزية في العام 2011.
وليس، على وجه الإجمال، باستطاعة كل المسبحين بحمد النظام القطري أن يحرقوا الملفات القطرية المتراكمة والمترامية في أصقاع الأرض، أو يقولوا إن قطر لم تصرف 65 مليار دولار في سنة 2016 لدعم كل من هو مستعد لإحراق الخليج والمنطقة العربية برمتها من الإخوان وغيرهم. هناك حالة قطرية تاريخية متفردة، على الوجه السيئ للتفرد، في حلب كل الأبقار وتربية كل الثيران الناطحة للاستقرار والأمن وسلامة المجتمعات.. وأظن أن لسان حال النظام القطري الآن هو: لو كان «الفيديو» رجلاً لقتلناه!!!