DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اقتصاديات رمضان وترشيد الاستهلاك

اقتصاديات رمضان وترشيد الاستهلاك

اقتصاديات رمضان وترشيد الاستهلاك
أخبار متعلقة
 
يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة للنظر في كثير من سلوكياتنا الذاتية، فهو محطة فكرية وروحية نتوقف عندها لاستقراء مساراتنا في الحياة لما يتوفر فيه من صفاء وتركيز ذهني عالٍ، وكما نصوم عن الأكل والشراب ونفطر على القليل منهما، فإن تلك هي القيمة التي تجعلنا نقتصد في كثير من تصرفاتنا وسلوكياتنا وتجعلنا أكثر واقعية تجاه خياراتنا. تعلو خلال الشهر الفضيل اقتصاديات رمضان ومعاني الترشيد والادخار بصورة أكثر وضوحًا، فنحن خلاله نعرف أكثر ما نجلبه الى المنزل بتوازن واتزان لأن ذلك مطلوب دينيا، وينبغي أن يوقف ذلك الإسراف الذي نمارسه في غير الشهر، إذ أنه منهي عنه في أكثر من نص قرآني، أي أن الشهر تجربة لتطبيقات قرآنية ربما نجهل حقيقة معانيها في بقية أيام السنة ومع الانشغال بمتطلبات الحياة. في رمضان يبرز مصطلح المستهلك الرشيد كما في عرف الاقتصاديين، وهو مستهلك ينفق بواقعية دون إفراط أو تفريط، حالة وسطية معتدلة هي المطلوبة والتي يحثنا عليها الشرع الحكيم، وهي في الحقيقة ما يجب أن نكون عليه في كل أوقاتنا ما يؤكد ما سبق وذكرته أن الشهر تجربة وفرصة ثمينة ينبغي اغتنامها للتكيف مع فكرة الرشد الاستهلاكي دون إسراف أو تبذير، وليس صحيحا أن الإسراف سلوك يظهر كرما أو قدرة مالية بل هو رذيلة مذمومة يجب التخلص منها. السلوك الاقتصادي الرشيد دليل نضج ورجحان عقلي، وحين نصل الى ثوابت اقتصادية متوازنة في سلوكياتنا اليومية فتلك تربية ومنهج من الضروري أن نطمح اليه ونحرص عليه، ومن الجيد أن نسعى وراء أكثر من خيار قبل اتخاذ قرارات الشراء في ظل الخيارات التسويقية المتعددة والفرص التي تتوفر في أكثر من موقع يستهدف المستهلك لأن هناك تنافسا يسهم في تخفيض الأسعار، وذلك حال السوق بصورة عامة ولكن كثيرين يكتفون بخيارات محدودة أو خيار واحد يكون أكثر قيمة من غيره، وهنا يحدث تهاون يفتح باب التبذير والتناقض مع فكرة المستهلك الرشيد. القيمة الإضافية الأخرى من خلال سلوكياتنا الاقتصادية في شهر رمضان هي مواجهة الأزمات وتجاوزها ودراستها والتعلم منها، فلا أحد يمكنه أن ينجو من أزمة اقتصادية تضعف معها قدراته الشرائية، أو تكون في حدها الأدنى وهنا يحتاج لترتيبات غريزية أو فكرية للتكيف مع الوضع المستجد، ودون قابلية واستعداد للمواجهة مع أسوأ الظروف فمن الصعب أن يتجاوز الأزمة ويعبر جسر الأمان، وبالتالي فإن رمضان كله خير إن أحسنا الاستفادة منه في إعادة ترتيب نظامنا الذاتي ونمطنا في حياتنا وتحقيق الاتزان في عمليات الدخل والإنفاق بترشيد ودون ضرر أو ضرار، وما يمكن أن نضعه من ثوابت خلال هذه الأيام المباركة يمكن أن يستمر معنا طوال حياتنا ونجددها سنويا كلما توقفنا مع أنفسنا وأعدنا حساباتنا بصورة منهجية تضعنا في مستوى متقدم من التوازن والترشيد.