أكد البيان السعودي الذي صدر على خلفية ممارسات قطر ورعايتها للإرهاب أن لدى المملكة ثوابت لا تحيد عنها ولم يعرف عن المملكة خلطها بين الألاعيب السياسية غير المقبولة لأنظمة بعض الدول التي عانينا منها الكثير وصبرنا عليها حتى فاض بنا الكيل وبين شعوبها وما تمليه على المملكة ثوابت رعايتها لمهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين الذي لا تساوم عليه المملكة ولم يعرف عن هذه الدولة منعها لمَنْ أراد قضاء شعيرته حتى في أشد الأوقات صعوبة وخلافاً وتشهد على ذلك العلاقات مع إيران التي لم تمنعهم المملكة من الحج والعمرة مطلقاً إلا عندما أرادوا هم ذلك ومنعوا حجاجهم في العام الماضي، فالبيان السعودي أكد تقديم كافة التسهيلات للحجاج والمعتمرين القطريين وأنها ستبقى سنداً لهذا الشعب، وهذا هو ديدن المملكة سياسة واضحة لا تعمل في الخفاء أو تطعن في الظهر.
مشكلة الحكومة القطرية أنها لم تقرأ التاريخ والأوضاع المحيطة جيداً وتعلم أنها في عصر سلمان الحزم وأن أوان الصبر والحلم انتهى ولم تعد تجدي أساليب الضحك في العلن والطعن في الخفاء الذي مارسته قطر منذ عام 1995، حيث بذلت المملكة وأشقاؤها جهودا مضنية لحث السلطات في الدوحة على الالتزام بتعهداتها واتفاقياتها ولكن دون فائدة حتى جاء عام 2014 عندما تم سحب السفراء في إجراء كان من المفترض أن يعيد الدوحة إلى حضن أشقائها لو عادت إلى رشدها ولكن كما يقول المثل (عادت ريما إلى عادتها القديمة).
تدهور الأوضاع بين المملكة وأشقائها من جهة والدوحة من جهة أخرى تتحمله الحكومة القطرية، التي لم تلتزم بالتعهدات والمواثيق واللعب بوجهين في العلن والخفاء منذ أعوام عديدة، والمملكة كانت تغض الطرف تارة وتحذر تارة وتنبه تارة وللأسف لم تزدد الحكومة القطرية إلا عبثا ربما لاعتقادها أننا لا نستطيع أن نتخذ إجراءً حازماً تجاهها حتى نفد الصبر وجاءت العاصفة، التي اقتلعت كل شيء أمامها.