تتكون العائلة من أفراد متعددين، وقد تكون هذه العائلة ممتدة وقد لا تكون، وغالباً في هذه الأيام العائلات الممتدة غير مرغوبة من قبل الجيل الجديد والذي يكتفي بوجوده مع أبنائه رافضاً ومحجماً دور الأجداد والأعمام والأخوال، بل قد يصل به الأمر أن يجعلهم أغراب ويجعل الأغراب هم الأهل المقربين.
ليس هذا هو صلب الامر بل الصلب فيه أنه لا تكاد تخلو أي عائلة من عنصر مشاغب أو عنصر لا يمكن التنبؤ بأفعاله وتصرفاته أو عنصر يظهر لك خلاف ما يبطن ومن ثم تتفاجأ بالأمر الذي لا يمكن السكوت عنه والذي لا بد من إجراء حاسم لحله وعدم التخاذل والترك والتجاهل له لأنه قد يتحول من أمر طبيعي إلى كارثة كبيرة تؤدي بالمنزل وأهله إلى ما لا يحمد عقباه.
يبدأ حل المشكلة بالطبع بالصراخ وإلقاء اللوم وفعل كل أمر لجعل هذا الخطأ مترتبا على أخطاء متسلسلة أبطالها بالطبع الأصدقاء أو أبناء الأخوال والأعمام أو أي تدخل خارجي. بعد هذا الجزء يبدأ الالتفاف حول الابن المخطئ لبدء جميع أنواع العقاب المتعارف عليها معه من بداية حرمانه من كل ما يحب إلى هجره ومقاطعته وحبسه وتعاون الجميع في هذا الأمر من بداية الأب لنهاية الابن الأصغر.
وهنا يكمن الخطأ حيث إن ترك المخطئ وهجره وعدم توجيهه ونصحه قد يجعله لقمة مستساغة للغير الذي سيحرص كل الحرص على دس سموم كلماته ومحاولة جعله يتمرد ويزداد في أخطائه غير حريص على العائلة القريبة والبعيدة بل سيكون حريصا على التشبث برأيه وفعل ما يمليه عليه أصحاب السوء والحريصون على قطع أواصر عائلته وأقربائه ولحمته بكل مكان. هنا يكمن الفرق بين العقاب الذي تستخدمه كل أسرة لتربية الأبناء والذي يفترض أن يكون في داخلها لا يخرج للعلن حتى لا يخوض الكل فيه ويدلي بدلوه وهو لا يعلم من الأمر أي شيء. وهنا أصل إلى نقطة أن الخليج العربي عائلة واحدة لا يمكن أن تفترق لأي سبب كان وما يحصل الآن هو خطأ ابن أصغر سيُعالج من قبل اخوانه الكبار والذين لديهم الحكمة والثقة في عودة الأمور لمجاريها وما يجب علينا هو الدعاء والابتعاد عن النشر ووضع الآراء والخوض فيما ليس لدينا علم بمجرياته. وثقوا بالله ثم بعائلتنا الكبيرة بأنه لا يمكن لأي أمر أن يحيد بنا للفرقة والشقاق. دمتم بخير.