توقع كل محلل سياسي ومراقب لشؤون الخليج أن يكون العام 2014 أهم نقطة تحول فيما يخص تغيير نهج السياسة القطرية تجاه جيرانها من دول الخليج بعد أن تم توجيه رسالة قوية لدولة قطر تمثلت في سحب سفراء من العاصمة الدوحة. وحيث إن الكل يعلم أسلوب السياسة السعودية فقد كان حريا بدولة مثل قطر أن تعلم أن المملكة لا تتحدث عن استدعاء أي سفير لها ما لم يكن هناك أمر جلل يحتم ذلك. إلا أنه ومنذ تلك الفترة تم ملاحظة أن التحركات القطرية كانت واضحة حتى لمن ليس له شأن في السياسة.
ورغم أن هناك وعودا قطرية كثيرة حيال التدخل في الشأن الخليجي والشأن السعودي بصورة خاصة، إلا أنه وفي كل مرة نرى نكثا واضحا في كل المواثيق والعهود من الجانب القطري. وأصبح في الفترات الأخيرة واضحا أن ما تقوم به قطر بدأ يهدد الأمن السعودي بواسطة أكثر من أسلوب، بعضها واضح للعيان مثل التأجيج الإعلامي وشراء بعض الأقلام التي ينقصها الحس الوطني وبعضها غير واضح للعيان ولكن دولتنا تعرف كل تفاصيله هدفه المساس باستقرار المملكة.
ورغم أن الآلة الإعلامية التي صرفت عليها دولة قطر بلايين الدولارات التي هدفها نشر التقارير والمقالات مدفوعة الثمن ليس فقط لنشر صورة سلبية عن المملكة، بل وكلام كبير له تبعات قانونية، إلا أن العالم أجمع يعرف ثقل دولة مثل المملكة التي يعول عليها في بناء الاستقرار في المنطقة وبالطبع محاربة الإرهاب الذي أصبح كابوسا على دول الشرق والغرب في وقت الكل رأى أسلوب المملكة في محاربته والذي حاز على إعجاب كل خبراء مراقبة الإرهاب.
وفي الحقيقة إنه أمر مؤسف أن دولة قطر لم تقم باستغلال كون المملكة تمثل جارة مهمة ورافدا حيويا من النواحي الاقتصادية والإستراتيجية والسياسية، وبدلا من أن تقوم قطر بالانتفاع من جيرتها مع المملكة فقد قامت بعكس ذلك تماما. إن دولة قطر وبحكم موقعها وعلاقة حكومتها مع المملكة وعلاقة شعبها مع شعب المملكة ليس لها أي صالح أن تلتفت لدولة مثل إيران كانت ولا تزال تلعب دورا واضحا في زعزعة أمن دول الخليج. والمملكة منذ زمن كانت ولا تزال الشقيقة الكبرى لكل دول الخليج.