خالد الصويغ

ضيفنا في هذه السطور يحمل تاريخ نادي الفتح وباني أمجاده، شهد على إنجازات نادي الفتح وبطولاته، عاصر أجيالاً وأجيالا، خدم نادي الفتح لاعبًا وإداريًا ورئيسًا لمجلس إدارته لثلاث فترات متتالية، وساهم بصعود الفريق الأول لكرة القدم بالنادي من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية ومن ثم إلى الدرجة الأولى، فهو يعد أحد أبرز مؤسسي نادي الفتح، إنه خالد بن عبدالوهاب الصويغ. لكل إنسان بداية، فما هي بدايتك؟ بدأت من فرق الحواري مع مجموعة من الشباب صغار السن في 24 من ربيع الأول من عام 1378، وقررنا تأسيس فريق لكرة القدم سميناه شباب المبرز، وكان ملعب فريقنا شمال حي الشروفية جنوب مقر النادي الحالي، وكنا نلعب فيه بعد أن اخترنا رئيسًا وأمينًا للصندوق وسكرتيرًا ونائبًا للرئيس، واستمررنا على هذا الوضع وتطورنا للأفضل، وبعدها لعبنا مباراة ضد فريق أرامكو في بقيق وكان أقوى فرق أرامكو الثلاثة ويضم لاعبين جيدين، وكنا نلعب معهم مباريات فريق أول وفريق رديف، فكانوا أفضل منا تجهيزًا ومع ذلك هزمناهم بكلا الفريقين وأعجبوا بفريقنا، وبعد أكثر من 15 عامًا من اللعب غير الرسمي صدر في العاشر من شعبان 1388هـ قرار الرئاسة العامة لرعاية الشباب رقم (776)، الذي تم فيه اعتماد النادي، وأطلق عليه اسم (نادي الفتح) واختيرت ألوانه وهي (الأخضر والأزرق والأبيض)، ويعد نادي الفتح من أوائل الأندية في السعودية، التي تم اعتماد اسمها وألوانها من قِبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب. كيف كان مشوارك مع نادي الفتح؟ كان مشواري طويلاً امتد لأكثر من 60 عامًا ولا أزال فتحاويًا، فمنذ تأسيس نادي الفتح رسميًا كنت لاعبًا وقائدًا للفريق ثم أصبحت إداريًا، وبعد ذلك رئيسًا لمجلس إدارة النادي لثلاث فترات رئاسية متتالية. ما هو مركزك عندما بدأت مع فريق الفتح؟ وسط متقدم وبالوصف الحديث خلف المهاجمين، حيث كنت أمتاز بالتسديد وصناعة اللعب، كما أنني كنت أجيد اللعب في كل المراكز، إلا أن وسط الميدان هو المكان الذي برزت فيه. ما هو أبرز موقف صادفك في حياتك الرياضية؟ المواقف الرياضية والجميلة كثيرة لكن فوز فريق الفتح بدوري زين السعودي للمحترفين لكرة القدم عام 2013 هو الأبرز في حياتي، فهذا الإنجاز كان علامة مضيئة في تاريخ نادي الفتح ولي شخصيًا لأنني كنت في فترات سابقة رئيسًا لهذا النادي العريق. ما قصة دخولك في رئاسة نادي الفتح؟ استلمت رئاسة نادي الفتح لثلاث فترات رئاسية بعد عدة رجال ترأسوا هذا النادي العريق وكان لهم فضل كبير في الحفاظ على ممتلكات وإنجازات النموذجي وجئت من بعدهم وأكملت المسيرة، وكان سبب تأخري في رئاسة الفتح هو انشغالي بحياتي العلمية والعملية، وقد حقق الفريق أثناء رئاستي بطولة دوري الدرجة الثانية، وأصبح ضمن أندية الدرجة الأولى في كرة القدم في العام الذي يليه. هل أثرت كرة القدم على حياتك الشخصية والعملية؟ نعم، لقد أثرت كرة القدم عليّ شخصيًا وعلى أسرتي وأولادي، لأنها تأخذ وقتًا كبيرًا من يومي، لكنني استطعت أن أوازن بين كرة القدم والأسرة، وكلما هممت بترك مجال كرة القدم وجدت الأسرة وأولادي أول مَنْ يقفون ضدي ويشجعوني على الاستمرار فأستمر في كرة القدم وفي رئاسة نادي الفتح، فهم وقودي في العمل وشركائي في النجاح. مَنْ الذي اكتشف موهبة خالد الصويغ في كرة القدم؟ - لم يكتشفني أحد، فالموهبة من الله، فكنت منذ صغري لاعبًا بارزًا وهذا ديدن جميع أفراد أسرة الصويغ حتى الآن، فغالبية أبناء الأسرة بارزون وبارعون في كرة القدم، وهذه نعمة حبانا الله بها. أفضل لقب حصلت عليه؟ وممن؟ الألقاب التي حصلت عليها كثيرة ولكنها لا تهمني، ما يهمني هي الألقاب التي تطلق على نادي الفتح وأهمها وأبرزها بل أشهرها لقب «النموذجي» وسبب تسميته بهذا اللقب لوجود 12 لعبة بمختلف الفئات في الممتاز، وتم تسمية الفتح بالنموذجي باقتراح من قبل الاعلامي المخضرم بجريدة اليوم «علي القعيمي» وقال لي ذات يوم أنت تستحق لقب رئيس النادي النموذجي، حيث كانت فرق السلة وكرة الطاولة والدراجات والكاراتيه بجميع فئاتها في الممتاز، وكذلك الفئات السنية لكرة القدم في الممتاز باستثناء الفريق الأول لكرة القدم فقد كان في الدرجة الأولى. في رأيك ما أفضل جيل مر على نادي الفتح؟ كل جيل مختلف عن الآخر، وكل جيل مكمّل للجيل الذي بعده، فلا يوجد أحد أفضل من أحد، فلولا الله ثم اللاعبون السابقون الذين أوصلوا الفتح من الدرجة الثالثة إلى الثانية ومن ثم إلى الأولى لما وصل باللعب مع الفرق الممتازة، فالأجيال السابقة حافظت على ثبات النادي لسنوات عديدة، وجاء هذا الجيل ليجني الثمار، لكن لم يحصل على البطولات والإنجازات بسهولة، بل كان طريقهم مليئًا بالعقبات، ولولا الله ثم إدارة المهندس عبدالعزيز العفالق ونائبه المهندس سعد العفالق والمشرف العام على كرة القدم بالنادي أحمد الراشد لما وصل الفريق إلى ما وصل إليه الآن ولما ثبت طيلة هذه السنوات مع الفرق الممتازة، وكذلك لا أنسى دور المدرب القدير التونسي فتحي الجبال، كما يجب أن أذكر عضو مجلس الإدارة ونائب مشرف الكرة بنادي الفتح إبراهيم الشهيل ومعه مدير الكرة آنذاك محمد السليم ومسؤول الاحتراف خالد السعود، فجميعهم كانوا يعملون كمنظومة مكتملة الأطراف، لذلك نجحوا وأسعدوا مدينة المبرز، خاصة والأحساء عامة، فلهم جزيل الشكر. ما أفضل مباراة لعبها الفتح بالنسبة لك؟ وأسوأ مباراة؟ أفضل مباراة لي كانت ضد فريق اتحاد بقيق وفزنا فيها بهدفين مقابل هدف، عام 1381 وكان فريق اتحاد أرامكو من أعظم وأعرق فرق أرامكو. أما أسوأ مباراة لي فكانت عام 1406 ضد فريق الأنصار في الأحساء، وكانت في ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية، حيث إن الفرصة كانت كبيرة للتأهل إلى الدوري الممتاز لكن لسوء الأحوال الجوية، التي أثرت على الفريق خسرنا تلك المباراة وخسرنا التأهل. كيف تقيّم نفسك كلاعب وكرئيس نادٍ؟ لا يمكن لأي شخص أن يقيّم نفسه، فالناس هم مَنْ يقيمون الأشخاص، فأترك تقييمي للناس سواء كنت لاعبًا أو إداريًا أو رئيسًا للنادي، وأنا راضٍ عن تقييمهم ورأيهم في خالد الصويغ. ما أبرز إنجازاتك التي حققتها خلال مشوارك كلاعب وكرئيس نادٍ؟ أبرز إنجاز حققته في حياتي الرياضية هو السعي في حصول نادي الفتح على منشأة رياضية حكومية، وكان ذلك في فترة رئاستي. حدثنا عن دورك في حصول الفتح على منشأة نموذجية؟ بعد وفاة سمو الأمير محمد بن فهد بن جلوي محافظ الأحساء -رحمه الله- تم تكليف سعد العثمان من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية حينذاك على القيام بمهام محافظ الأحساء بالانابة، وقمنا بزيارته أنا والأخ العزيز عبدالمحسن الجبر، وقدمنا التهنئة له بعد هذه المكرمة الغالية، فعرضنا عليه موضوع منشأة نادي الفتح وطلب منا خطابًا موجها لصاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد حينذاك، وطلبنا من سموه التدخل مع رعاية الشباب في زمن رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-، حيث إن نادي الفتح يحتوي على كثير من الألعاب الرياضية الموجودة في الممتاز ويمتلك أرضًا في وسط المبرز بموجب صك شرعي، ولقد سلمنا الخطاب بيده والرجل جزاه الله خيرًا قام بجهود طيبة وحميدة، وقد تم رفع الخطاب والكتابة عليه بالتوصية من قبل سمو الأمير وتم إرساله وجاء الرد من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بالموافقة على أن يتم الدمج مع الميزانية القادمة وتم إبلاغنا بالموافقة من قبل أمير المنطقة الشرقية، وبعد ذلك أصبحنا نراجع الرئاسة العامة عدة مرات إلى أن أبلغنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بإبرام اتفاقية مع الشركة المنفذة، وجاء سموه إلى الأحساء وقام بوضع حجر الأساس لمبنى المنشأة وأصبحنا في كل أسبوعين نراجع بكثافة الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى أن تم استلامه، وهذا أفضل عمل قمنا به أنا والأخ عبدالمحسن الجبر. قرار اتخذته وندمت عليه؟ لم أندم على قرار اتخذته، وهذا ما ساعدني على النجاح في حياتي الرياضية والعلمية والعملية. ما الفرق بين لاعبي اليوم أصحاب العقود الباهظة وبين جيل الهواة السابق؟ في السابق كان اللاعب يلعب من أجل انتمائه وحبه للنادي، أما الجيل الحالي فطغت عليه الماديات وأصبحت المادة لديه أهم من مصلحة النادي، ولكننا في زمن الاحتراف، وهذا الأمر سيضر بالأندية، فأتمنى لجميع اللاعبين التوفيق ومزيدًا من الخير والعطاء. كلمة أخيرة لـ«الميدان الرياضي»؟ أشكركم كثيرًا وأتمنى لكم في «الميدان الرياضي» التوفيق، وهذا ليس غريبًا على «الميدان الرياضي» الوقوف مع كل مَنْ خدم رياضة الأحساء والمنطقة الشرقية، بل مع كل مَنْ خدم الرياضة السعودية بلا استثناء. الصويغ باني أمجاد الفتح (اليوم) الصويغ أشاد بالاجيال المتعاقبة على الفتح تتويج الفتح بكأس السوبر الصويغ مع فتحي الجبال