الكثير من الممثلين المسرحيين حين يخطئون بأمر فتكون ردة فعل الجمهور لصالحهم مما يؤدي بهم إلى الإكثار من هذا الخطأ مهما كانت العواقب حتى يحوزوا السبق ويشاد بهم أو العكس. وهذا الامر كنا نعهده على الممثلين والذين نعلم أنهم ذوو ألف وجه ولا تستطع أن تعرف لهم وجها حقيقيا من كثرة التزييف. والآن أصبحت هذه الظاهرة لا تقتصر على الجانب الإعلامي بل أصبح كل من يملك جهازا الكترونيا يمتلك هذه الصفة والعالم الخارجي هو المسرح الذي يقتنص منه المشهد التمثيلي ومن ثم يبدأ بنشره على كل مواقع التواصل حتى يتأكد أنه ان لم يصب جانبا منه أصاب الجانب الآخر وأصبحت الفضيحة (بجلاجل) على رأي اخواننا المصريين لينتشر الحديث بسوء مجتمعاتنا.
والآن أصبحنا لا ننفك نرى يوميا ما يسيء للمجتمع العربي عامة وللسعودي خاصة على يد بعض المواطنين والوافدين وبالطبع العمالة الأجنبية الوافدة علينا ممن تترصد نشر السيئ وإخفاء الجميل، حتى ظهر للعالم أن مجتمعنا لا يقدر النعمة، فاقد لمعنى الرحمة محب للشر، ومن مقطع ينشر قصة ساحرة الرياض إلى آخر يظهر فتاة تقف بجانب سيارة ويقال انه ليس قريبًا لها (من أين لهم هذا العلم؟) إلى الآلاف من الأفلام المظهرة لكثير من النعم التي يُرمى بها في سلال المهملات وتصرفات البعض غير اللائقة ومنها تم بناء فكرة ليست بالجيدة بل والمجحفة بحق الكثير والذي يتعاملون بعكس هذه التصرفات بل ويستنكرونها.
كم كنت أتمنى من الجميع العكس، ولكن الآن أمنيتي من ولاة الأمر الضرب بيد من حديد لكل ما من شأنه نشر المقاطع المسيئة للبلد والمسيئة لأهله والذين أصبحوا وللأسف مضغة في فم الكل من البلاد العربية والأجنبية واعتبار أن هذه المشاهد كلها هي من الجرائم الإلكترونية والتي لا بد من العقاب عليها وجعل هذا العقاب ليس باليسير.
لا أستطيع أن أفهم ما الفائدة من نشر المقاطع المسيئة وتداولها، أو التعليق عليها بالسب والقذف والدعاء في حين أن الأمر لم يتضح ولم يتم تأكيده والأغرب أن من سب وقذف بالأمس يأتي بالغد متحسبًا على من نشر المقطع وأوقعه في هذا الظن. احبوا بلدكم وحتى تعرفوا قيمتها غَادِروها لبلد آخر حتى تعرفوا معنى (البلد وطن) وأن هذه الأمور ليست حرية فكر بل ظلم أمة. دمتم بخير.