سيكون من السابق لأوانه، تأكيد إن كان المغرد الذي هدد الإعلامي الشهير، مدير قناة العربية الزميل الأستاذ تركي الدخيل بقتله دهسا، كرد على ما كشفته وتكشفه قناة العربية من مواقف خطيرة لدولة قطر، هو مغرد سعودي أم قطري أو حساب وهمي.
لكن ومن خلال ردود الفعل الغاضبة والانفعالية، لبعض السعوديين ممن ينتمون أو يتعاطفون مع جماعة الإخوان الإرهابية، لا نستغرب أن يتأثر أحد المعتوهين بتلك الانفعالات، فيهدد بالقتل لإعلامي وطني مشهود له بالكفاءة والمهنية والشجاعة. نكاد نتذكر كل هذه الأسماء عندما نسترجع قضية مصر، حينما خرج المصريون ضد الإخوان، وكذلك بعد محاولة الانقلاب في تركيا، فالسيناريو هو نفسه، والأسماء تكرر ذاتها، ومشهد اليوم في قضية الأزمة القطرية مع دول الخليج، هو نفس المشهد. لا يتغير شيء غير المكان والزمان. لقد مرت تلك المشاهد القبيحة، والتي جعلتنا مصدومين من مواقف لمواطنين سعوديين، يتدخلون فيها، ويستميتون في الدفاع عن أطراف خارج إطار الوطن، مما يثير الريبة في مواقفهم تلك. فالقضية آنذاك لم تكن مجرد آراء شخصية لقضايا خارجية يمكن أن نحترمها، بل انغماس ودفاع واستماتة، كما لو كانوا جزءا من تلك المنظومة الخارجية. من الطبيعي أن يظهر علينا أحد المعتوهين، ممن تأثروا بالحملة الشعواء ضد العربية بشكل عام وتركي الدخيل بشكل خاص، ليهدد بالقتل بدم بارد، والسبب واضح، ألا وهو هذا التحريض الممنهج والتخويف المتكرر الذي يمارسه هؤلاء، ليس فقط تجاه تركي أو القناة التي يديرها، بل تجاه كل من يطرح رأيه، المعارض لآرائهم وتوجهاتهم. لقد بلغت الجرأة بهم حد المجاهرة بمواقف تتعارض مع مصالح بلادهم، رغم كل ما تبثه وسائل الإعلام من أدلة وبراهين لا تجعل للشك مكانا.
ولكم تحياتي